الكبائر للإمام الحافظ شمس الدين ( الذهبى )

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
والصلاة والسلام على النبي المؤيد
بالأيات والمعجزات
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه
وسلم تسليما
أما بعد كما تعلمون أحبتى فى الله أنّ زماننا هذا إختلط الحابل بالنابل
وكثير من شباب المسلمين يخوضون فى ما لا يعلمون بما تقدمه كثير من القنوات والمواقع وكل منهم على هواة ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ومن هذا الباب نوضح
الكبائر والبالغ عددها سبعون كبيرة فلابد لنا من قراءتها وفهمها
وإجتناب العمل بهما وهذا يصحح مسار الفرد منا ويكون بذلك خالصا
مخلصا لله سبحانه ونعالى .
وأيضا يشتمل الكتاب جمل فى الكبائر والمحرمات والمنهيات
الكبائر:
مانهى الله ورسوله عنه فى الكتاب والسنة والأثر عن السلف الصالحين ،
وقد ضمن الله تعالى فى كتابه العزيز لمن اجتنب الكبائر والمحرمات
أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما )
فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن اجتنب الكبائرأن يدخله الجنة
وقال تعالى : والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا
هم يغفرون )وقال تعالى : والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش
إلا اللمم إنّ ربك واسع المغفرة . وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم . الصلوات الخمس . والجمعة إلى الجمعة . ورمضان إلى
رمضان . مكفرات لما بينهن إذا أجتنبت الكبائر .
فتعين علينا الفحص عن الكبائرماهي لكي يجتنبها المسلمون فقيل
هي سبع واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
اجتنبو الموبقات السبع .فذكر منها : الشرك بالله : والسحر :
وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق : وأكل مال اليتيم : واكل الربا :
والتولى يوم الزحف : وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات :
متفق عليه وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هي السبعين أقرب
منها إلى السبع وصدق والله ابن عباس .
الكبيرة الاولى : الشرك بالله
وأكبر الكبائر الشرك بالله وهو نوعان أحدهما أن يجعل لله ندا
ويعبد غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ
أو نجم أو ملك أو غير ذلك . وهذا هو الشرك الأكبرالذى ذكره الله عزّ وجل قال الله تعالى : إنّ الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك
لمن يشاء < وقال تعالى : > إنّ الشرك لظلم عظيم < وقال تعالر :
إنّه من يشرك بالله تعالى فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار
والآيات فى هذا الباب كثيرة .فمن أشرك بالله ثم مات مشركا فهو من اصحاب النار قطعا . كما أن من آمن بالله ومات مؤمنا فهو من اصحاب الجنة وإن عذب بالنار ؟