في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

قصة ابليس في سورة البقرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة ابليس في سورة البقرة 829894
ادارة المنتدي قصة ابليس في سورة البقرة 103798


marmoora
في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

قصة ابليس في سورة البقرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة ابليس في سورة البقرة 829894
ادارة المنتدي قصة ابليس في سورة البقرة 103798


marmoora
في ذكر الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أنفآسنآ ترتآح بذكرھ ... فَ أذگروھ دآئمآ . . لآ إلہ آلإ الله محمد رسول ا̴̄للھ̵̵̵ . .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة ابليس في سورة البقرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة البقرة 211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

قصة ابليس في سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: قصة ابليس في سورة البقرة   قصة ابليس في سورة البقرة Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 11:47 am


قصة إبليس في سورة البقرة.


قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ
مَا لا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ
عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ
هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ
لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
(32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا
أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي
أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ
وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا
تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا
فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي
الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ
مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ)
(البقرة:30ـــ 37).

قصة إبليس في الحياة البشرية مرتبطة تماما بقصة آدم
عليه السلام, وهذا الحوار القصصي القرآني بين الله والملائكة وإبليس
يعود في تاريخه إلى بداية الحياة البشرية, وذلك حين أعلم الله الملائكة
بأنه سيخلق أبا البشرية آدم عليه السلام, وذلك قوله تعالى مخاطبا
الملائكة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ
خَلِيفَةً)
(البقرة:30).



السؤال (1): لماذا سُمّي إبليس بهذا الاسم؟


قال الزجّاج: ((إنّ إبليس لفظ أعجمي لا اشتقاق له،
فلم ينصرف للعُجمة والتعريف))(تفسير القرطبي).

وقال أبو عبيدة: وهو والصحيح إن شاء الله: ((إنّ
إبليس مشتق من الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله, واليأس من كل خير))(تفسير القرطبي).

وإنما قلنا أنه لفظ عربي مشتق، لقوله تعالى:
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ
الْمُجْرِمُونَ)
(الروم:12).

ولقوله تعالى: (حَتَّى
إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ
مُبْلِسُونَ)
(الأنعام:44).

ولقوله تعالى: (وَإِنْ
كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ
لَمُبْلِسِينَ)
(الروم:49).

وإنما لم ينصرف لأنه اسم لا نظير له في أسماء العرب،
فشبهته العرب بأسماء العجم التي لا تنصرف، فترك صرفه للتعريف ولشبهه
بالأعجمية.

قال ابن عباس: ((إبليس أبلسه الله من الخير كله,
وجعله شيطانا رجيماً عقوبة لمعصيته)) (تفسير الطبري).

وقال السدّي: ((إنما سمي إبليس حين أبلس متحيراً))
(تفسير الطبري).

وقد سماه الله تعالى (الشيطان)، وذلك لتمرده على
الله وبعده عن كل خير, فقال تعالى: (إِنْ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا
شَيْطَاناً مَرِيداً * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ
عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)
(النساء:117ـــ 118).

وقيل: كان اسمه (عزازيل) رُوي ذلك عن ابن عباس (الطبري).

وقيل: كان اسمه (الحارث) رُوي ذلك عن ابن عباس (الطبري).

وقيل: كان اسمه بالسريانية (عزازيل) وبالعربية (الحارث)
رُوي ذلك عن ابن عباس أيضا (القرطبي).

ويكنى إبليس بأبي مُرّة, ولذلك ورد النهي عن التسمي
بهذه التسمية, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تسموا بأسماء
الأنبياء, وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن, وأصدقها حارث
وهمامٌ, وأقبحها حرب ومرة))(أبو داود وأحمد).



السؤال(2): أين وردت كلمة إبليس في القرآن؟.


وردت كلمة إبليس في القرآن في (11) أحد عشر موضعاً
وهي:

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)
(البقرة:34).

(ثُمَّ قُلْنَا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)
(الأعراف:11).

(إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ)
(الحجر:31).

(قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا
لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ)
(الحجر:32).

(وَإِذْ قُلْنَا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)
(الإسراء:61).

(وَإِذْ قُلْنَا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)
(الكهف:50).

(وَإِذْ قُلْنَا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)
(طـه:116).

(فَكُبْكِبُوا فِيهَا
هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ)
(الشعراء:94ــ95).

(وَلَقَدْ صَدَّقَ
عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ)
(سـبأ:20).

(إِلَّا إِبْلِيسَ
اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
(ص:74).

(قَالَ يَا إِبْلِيسُ
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)
(ص:75).

أما مشتقات كلمة إبليس Sadيبلس) و(مبلسون) و(مبلسين)
فقد وردت في(5) خمسة مواضع وهي:

(وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ)
(الروم:12).

(حَتَّى إِذَا فَرِحُوا
بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)
(الأنعام:44).

(حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ)
(المؤمنون:77).

(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ
فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ
مُبْلِسُونَ)
(الزخرف:74ــ 75).

(وَإِنْ كَانُوا مِنْ
قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ)
(الروم:49).



السؤال (3): هل إبليس من الجن أم من الملائكة؟.


قال بعض المفسرين: إبليس من الملائكة.

والصحيح إن شاء الله هو أنّ إبليس ليس من الملائكة,
وإنما هو من الجن وذلك للأسباب التالية:

(1) خلق إبليس من نار وخلقت الملائكة من نور فهو
متباين مع الملائكة من جهة الخلق, قال تعالى: (أَنَا
خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)
(الأعراف:12), وجاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قالSad(خُلقت الملائكة من نور, وخُلق الجانّ من مارج من نار,
وخُلق آدم مما وُصف لكم))(مسلم وأحمد).

(2) الملائكة مفطورون على الطاعة وإبليس ليس كذلك,
وقد وصف الله الملائكة بقوله (لا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
(التحريم:6), وإبليس عصى الله في أمره، ولم يفعل ما أمره به.

(3) إبليس يتكاثر ويتناسل وله ذرية والملائكة ليست
كذلك, قال تعالى في وصف إبليس: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ
لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)
(الكهف:50).

(4) نص القرآن صراحة على كون إبليس من الجن فقال
تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)
(الكهف:50), فنص صراحة على كونه من الجن، وعلل بذلك عصيانه ومخالفته
للأمر.

(5) أما الاستثناء في قوله تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ)
(البقرة:34), فهو استثناء منقطع وليس استثناء
متصلا, فكون إبليس مع الملائكة لا يعني أنه منهم. (يكون الاستثناء
منقطعاً حين يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه وبالعكس، يكون
الاستثناء متصلاً حين يكون المستثنى من جنس المستثنى منه).

(6) أما قول ابن عباس وغيره من المفسرين: ((كان
إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم (الحن) خلقوا من نار السموم))
(الطبري)، فوجه الخطأ فيه أنه إذا كان إبليس خلق من نار السموم، وكانت
الملائكة خلقوا من نور، فلماذا نعتبر إبليس من الملائكة مع هذا التباين
في الخلق, والتباين في الطاعة والمعصية، والتباين في التكاثر والذرية.
ثم إنّ القرآن الكريم نص صراحة على كون إبليس من (الجن) وليس من (الحن),
كما نص صراحة على أنّ الذين خلقوا من نار السموم هم الجن، فقال تعالى:
(وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ
نَارِ السَّمُومِ)
(الحجر:27).

ولذلك فالقول بأنّ إبليس من الملائكة قول ضعيف لا
شاهد له من القرآن والسنة، اللهم إلا القول بأن الاستثناء في قوله
تعالى: (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)
استثناء متصل وذلك يحتاج إلى دليل.

(7) قال الحسن البصري: ((ما كان إبليس من الملائكة
طرفة عين قط, وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس)) (الطبري).

(Cool وقال قتادة: كان الحسن البصري يقول في قوله
تعالى (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)
(الكهف:50)Sad(ألجأه إلى نسبه, فقال الله: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي)
(الكهف :50) وهم
يتوالدون كما يتوالد بنو آدم)) (الطبري).

(9) قال ابن زيد: ((إبليس أبو الجن كما آدم
أبو الإنس)) (الطبري).

(10) قال شهر بن حوشب: ((قوله:
(كان من الجن)
(الكهف:50) كان إبليس من الجن الذين طردتهم
الملائكة، فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء)) (الطبري).

(11) قال سعد بن مسعود: ((كانت الملائكة تقاتل الجن,
فسبي إبليس وكان صغيراً, فكان مع الملائكة فتعبد معها، فلما أمروا
بالسجود لآدم سجدوا فأبى إبليس، فلذلك قال الله: (اِلَّا إِبْلِيسَ
كَانَ مِنَ الْجِنِّ)(
(الطبري).

(12) قال ابن كثير في تفسيرهSad(والغرض أنّ
الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم دخل إبليس في خطابهم لأنه
وإن لم يكن من عنصرهم إلا أنه كان قد تشبه بهم وتوسم بأفعالهم, فلهذا
دخل بالخطاب لهم وذمّ في مخالفة الأمر)).


السؤال (4): من هم الملائكة؟.


(1) الملائكة مخلوقات نورانية, قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((خُلقت الملائكة من نور, وخُلق الجان من مارج من نار,
وخُلق آدم مما وصف لكم))(مسلم وأحمد), لا يتناكحون, ولا
يتناسلون، ولا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة.

(2) خلقوا قبل البشر, لقوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
(البقرة:30).

(3) وخلقوا للطاعة الخالصة, لقوله تعالى:
(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ
لَكَ)
(البقرة:30)، ولقوله: (لا يَعْصُونَ اللَّهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
(التحريم:6).

(4) ولما تم خلق آدم عَلَمه الأسماء وامتحنهم
بالسؤال عنها، فلم يعرفوها حتى أعلمهم آدم بها, فلما بان فضل آدم عليهم
بذلك, أمرهم الله بالسجود له ففعلوا, قال تعالى:
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ
عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ
هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ
لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
(32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا
أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي
أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ
وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
(البقرة:31ـــ 34).

(5) وهم يتشكلون بأشكال مادية أحيانا، ويظهرون
بصورة بني آدم، لقوله تعالى في قصة مريم (فَأَرْسَلْنَا
إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) (مريم:17)،
ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))(البخاري ومسلم) .

(6) ومقرهم السماء ينزلون منها إلى الأرض بأمر الله,
قال تعالى: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا
بِأَمْرِ رَبِّكَ)
(مريم:64).

(7) وهم درجات وأصناف في أصل الخلقة, لقوله تعالى:
(جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي
أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا
يَشَاءُ)
(فاطر:1).

(Cool وهم درجات في مقام العبودية لقوله تعالى:
(وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ)
(الصافات:164).

(9) فمنهم جبريل ينزل بالوحي، لقوله تعالى:
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى
قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ)
(الشعراء:193ــ 194)، ولقوله تعالى: (قُلْ
مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ
بِإِذْنِ اللَّهِ)
(البقرة:97).

(10) ومنهم ميكائيل (ميكال)، لقوله تعالى:
(مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ
وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ)
(البقرة:98).

(11) ومنهم ملك الموت الموكل بقبض الأرواح، لقوله
تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ
الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)
(السجدة:11).

(12) ومنهم الملك الذي ينفخ في الصور، لقوله تعالى:
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)
(الزمر:68).

(13) ومنهم حملة العرش، لقوله تعالى:
(فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ *
وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ
عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ
ثَمَانِيَةٌ)
(الحاقة:15ـــ 17).

(14) ومنهم الموكلون بتنعيم أهل الجنة، لقوله تعالى:
(وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ
مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ
عُقْبَى الدَّارِ)
(الرعد:23ــ 24).

(15) ومنهم المكلفون بتعذيب أهل النار، لقوله تعالى:
(عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ)
(التحريم:6).

(16) ومنهم من يسجل على الإنسان أعماله، لقوله
تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *
كِرَاماً كَاتِبِينَ)
(الانفطار:10ــ11)، وقوله تعالى:
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ
رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
(ق:18).


(17) ومنهم من يسوق الإنسان للحساب يوم القيامة
ويشهد عليه، لقوله تعالى: (وَجَاءَتْ كُلُّ
نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ)
(ق:21).

(18) ومن أعمالهم تثبيت المؤمنين في المعارك، لقوله
تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى
الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا)
(الأنفال:12).

(19) ومن أعمالهم الصلاة على المؤمنين، لقوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ
وَمَلائِكَتُهُ)
(الأحزاب:43).

(20) ومن أعمالهم الاستغفار للمؤمنين والدعاء لهم
(وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ
لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ)
(غافر:7).

(21) وهم يشهدون صلاة الفجر مع المؤمنين، لقوله
تعالى: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ
الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً)
(الإسراء:78), وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية:
((تشهده ملائكة الليل والنهار))(أحمد والترمذي).

(22) وهم يبشرون المؤمنين عند الموت، لقوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ
ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا
تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ)
(فصلت:30).

(23) ومنهم الذين يسوقون المؤمنين يوم القيامة إلى
الجنة، لقوله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ
اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً)
(الزمر:73).

(24) ومنهم الذين يؤنبون العصاة عند الموت، لقوله
تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ
الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ)
(النساء:97)، كما ويضربونهم حين توَفِي الأرواح، لقوله تعالى:
(وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ
كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)
(الأنفال: 50).

(25) ومنهم الذين يسوقون الكافرين يوم القيامة إلى
النار، لقوله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً)
(الزمر:71).

والإيمان بالملائكة ركن أساسي من أركان الإيمان،
لقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)
(البقرة:285), ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن
الإيمان, فقال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
وتؤمن بالقدر خيره وشره))(البخاري ومسلم).



السؤال (5): لماذا سمي الملائكة بهذا الاسم؟.


كلمة الملائكة جمع ومفردها (مَلْـأك), فحذفت الهمزة
وحركت اللام بحركة الهمزة وهي الفتح فصارت الكلمة هي (مَلَك) .

فإذا جمعت كلمة ملك، رُدّّت إلى أصلها قبل الجمع،
وجمعت على الأصل فقيل: ملائكة, ولها جمع آخر بحذف الهاء التي تفيد
تأنيث الجمع فقيل : ملائك وملائكة، مثل مسامِع ومسامِعة في جمع مِسمع،
وأشاعث أشاعثة في جمع أشعث، وذلك مسموع في كلام العرب, وقد استخدمت
كلمة ملأك في كلام العرب فقال الشاعر:

فلستَ لإنسي ٍ ولكن لملأكٍ * تحدّرَ من جو السماء
يَصوبُ

كلمة مَلأك عل وزن مَفعَل، مشتقة من لأك إليه يلأك
ملأَكةً إذا أرسل إليه رسالة, ولذلك فالأصل في الملأك هو الرسالة، ومنه
قول الشاعر:

أبلغ النعمان عني ملأَكا * إنه قد طال حبسي
وانتظاري

وقد يقال في مفرد ملائك (مَألَك) مثل قولهم جبذ
وجذب, وشأمل وشمأل, وما أشبه ذلك من الحروف المقلوبة، وجمع (مألك) هو (مآلك).

ومألك هو مَفعَل من قولهم ألك إليه يألك مألكة
وألوكاً. فصرح الشاعر بالمصدر من ألك وهو ألوكاً بقوله:

وغلام أرسلته أمُه * بألوك فبذلنا ما سأل

ومعنى بألوك أي: برسالة. كما استخدم العرب الفعل
ألك فقال شاعرهم:

ألِكني إليها عَمرَكَ الله يا فتى * بآية ما جاءت
إلينا تهاديا

يعني بذلك: أبلغها رسالتي.

وتلخيص المعنى اللغوي هو أن الملائكة تعني الرسل،
وسميت بذلك لأنها تحمل رسالات الله إلى أنبيائه ومن أرسلت إليه من
عباده, وذلك معنى قوله تعالى: (جَاعِلِ
الْمَلائِكَةِ رُسُلاً)
(فاطر: من الآية1). وقد وردت كلمة الملائكة في القرآن الكريم في (73)
ثلاثة وسبعين موضعاً, أولها ورودها في القرآن قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
(البقرة:30).



السؤال (6): (إذ) في قوله تعالى: (وإذ قال ربك
للملائكة( هل هي زائدة؟.


زعم بعض المشتغلين بالعربية، ومنهم أبو عبيدة معمر
بن المثَنى، أنّ إذ في قوله تعالى: (وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ)
زائدة, وتقدير الكلام على هذا الإدعاء (وقال ربك للملائكة).

والجواب على ذلك: إنّ كل لفظ أفاد معنى ليس زائدا،
لأنّ في حذفه حذف المعنى, وليس في القرآن لفظ زائد, إذ كلُ لفظ له معنىً
لا يصح الكلام بحذف ذلك اللفظ لانتقاص المعنى.

أما (إذ) فهي ظرف لما مضى من الزمان، سواءٌ كان
بعدها فعل ماض، كقوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ)
أم كان بعدها فعلٌ مضارع، كقوله تعالى: (وَإِذْ
يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا)
(الأنفال:30)، ومعناه: وإذ مكر بك.

أما (إذا) فهي ظرف لما يستقبل من الزمان، ويأتي
بعدها فعل ماض دائما، كقوله تعالى: (إِذَا
جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)
(النصر:1).

وبما أنّ (إذ) ظرف لما مضى من الزمان فهي تفيد
التوقيت ولكنها لا تحدد ذلك التوقيت، فلذلك (إذ) تفيد التوقيت الماضي
المجهول, وتقدير الكلام في قوله تعالى (وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ)
أي: وحين قال ربك للملائكة.

والظرف دائما بحاجة إلى تعليق, و(إذ) في قوله تعالى:
متعلقة بفعل محذوف تقديره: واذكر إذ, وقيل: واذكروا إذ, وقيل: وابتدأ
خلقكم إذ.

وقد أنكر جميع المفسرين قول أبي عبيدة بأن (إذ)
زائدة, فقال النحاسSad(وهذا خطأ لأنّ (إذ) اسم، وهي ظرف زمان
ليس مما تزاد))(القرطبي). وقال الزجاج: ((هذا اجترام من أبي
عبيدة, ذكر الله عز وجل خَلْقَ الناس وغيرهم, فالتقدير: وابتدأ خلقكم
إذ قال))(القرطبي).



السؤال(7): هل الإنسان خليفة الله في الأرض؟.


والخلفاء الراشدون, هل هم خلفاء الله أم خلفاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟.


الأصل في كلمة خليفة هو قولهم: خَلَفَ فلان فلاناً
في هذا الأمر, إذا قام فيه بعده، كقوله تعالى: (ثُمَّ
جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ
كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
(يونس:14).

ومنه قولهم للسلطان الأعظم خليفة، لأنه خلف الذي
قبله فقام بالأمر مقامه وكان له خلفا. وعندما بايع المسلمون أبا بكر
رضي الله عنه بالإمامة سمّوه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم
يسموه خليفة الله, ثم بايعوا بعد وفاته عمر بن الخطاب رضي الله عنه,
فأرادوا تسميته خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقل ذلك على
الألسنة، فقالوا الخليفة عمر رضي الله عنه, وقيل مثل ذلك فيمن جاء بعده.

وعلى ذلك فالخلفاء الراشدون وغيرهم، هم خلفاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم وليسوا خلفاء الله، وخاصة أنّ تعيين الخليفة
لم يكن بالنص وإنما بالاختيار، أي: إنّ الناس هم الذي يختارون الخلفاء
وليس الله هو الذي يعينهم بنص من عنده، سواء كان النص في كتاب الله أم
على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا الاجتهاد هو ما عليه المسلمون قاطبة إلا ما
رُوي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: ((لا أخلع سربالاً
سربلنيه الله تعالى)) قاصدا بذلك خلافته على الناس, فإنه قول غريب عن
المفهوم الإسلامي للخلافة, ولم يقل به أحد من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم, كما إنه لم يرد به نص أساسا.

وإنما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعين
خليفة من بعده, ولو صح ما قاله عثمان بن عفان رضي الله عنه لوجب على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعين أسماء الخلفاء من بعده، وذلك لم
يحصل كما هو ثابت في التشريع الإسلامي.

هذا في الإجابة على السؤال الثاني وهو: الخلفاء
الراشدون هل هم خلفاء الله في الأرض أم خلفاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟

وأما السؤال الأول وهو: هل الإنسان خليفة الله في
الأرض؟ فالجواب عليه كما يلي:

إنّ قول الله تعالى: (إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
(البقرة:30)، يحتمل المعاني التالية:

(1)
(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
أي قوما يخلفونني ومنه نقول: إنّ الإنسان خليفة الله في الأرض.

قال ابن زيد: ((إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا و
أجعل فيها خليفة)), وقد عقب الطبري على قول ابن زيد بعد أن ذكره
بإسناده إليه فقال: ((ويحتمل أن يكون أراد ابن زيد أنّ الله أخبر
الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة له يحكم بين خلقه بحكمه))(تفسير
الطبري).

وقال ابن مسعود وابن عباس: ((إن الله جلَّ ثناؤه
قال للملائكة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ
خَلِيفَةً),
قالوا: ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض
ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا)). وقال الطبري معقباًَ على قول ابن مسعود
وابن عباس في تأويل الآية، بعد أن روى هذا القول بإسناده إليهما ((فكان
تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس إني
جاعل في الأرض خليفة مني يخلفني في الحكم بين خلقي)) (تفسير الطبري).
وقال القرطبي: ((والمعني في الخليفة هنا، في قول ابن مسعود وابن عباس
وجميع أهل التأويل، آدم عليه السلام, وهو خليفة الله في إمضاء أحكامه
وأوامره)) (تفسير القرطبي).

قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
(البقرة:30)، فإذا قلنا: إنّ آدم خليفة الله في الأرض انسحب ذلك على
أبنائه، تماماً كما قيل في خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال تعالى: (يَا دَاوُدُ
إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ
بِالْحَقِّ)
(ص:26)، فداود خليفة الله في الأرض، وهذا يؤكد المعنى السابق، وهو
انسحاب الخلافة على أبناء آدم.

وقال تعالى: (وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ)
(النور:55).

وقال تعالى: (إِنْ يَشَأْ
يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ)
(الأنعام: 133).

وقال تعالى: (وَيَسْتَخْلِفُ
رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً)
(هود: 57).

وقال تعالى: (قَالَ
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي
الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
(الأعراف:129).

وقال تعالى: (وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ)
(الأنعام:166).

وقال تعالى: (ثُمَّ
جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ
كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
(يونس:14).

وقال تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ
خَلائِفَ9
(يونس:73).

وقال تعالى: (هُوَ
الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ
كُفْرُهُ)
(فاطر:39).

وقال تعالى: (أمن َيُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ
خُلَفَاءَ الْأَرْضِ)
(النمل:62).

كل هذه الآيات تؤكد المعنى الذي ذكرناه بأنّ
الإنسان خليفة الله في الأرض, فإن أحسن فقد خلف بخير, وإن أساء فقد خلف
بشر, وكون الإنسان يحسن ويسيء لا يغير من كونه خليفة الله في الأرض,
فالله تعالى استخلفه في الأرض وأمره أن يُحسن وأمره أن لا يسيء.

وهذا القول هو الراجح لدلالة ظاهر التنزيل عليه،
وأما بقية الأقوال فهي أقوال للمفسرين لم يثبت رفعها إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلا نجزم بصحتها كما لا نجزم ببطلانها وإنما نتوقف فيها.

(2) (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
أي: قوماً يخلف بعضهم بعضاً في الأرض, وهم ولد آدم عليه السلام يخلفون
أباهم, ويخلف كل قرن منهم القرن الذي قبله, وتخلف كل أمة منهم الأمة
التي قبلها.

قال ابن كثير: ((أي قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرنا
بعد قرن وجيلاًََ بعد جيل))(تفسير ابن كثير).

(3) (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
أي: قوما يخلفون الجن في الأرض, وقد روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه
فقال: ((أول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدماء وقتل
بعضهم بعضا))(الطبري).

كما روي ذلك عن الربيع بن أنس موقوفاً عليه ومرفوعاً
إلى أبي العالية فقال: ((إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء, وخلق الجن
يوم الخميس, وخلق آدم يوم الجمعة, فكفر قوم من الجن فكانت الملائكة
تهبط إليهم فتقاتلهم, فكانت الدماء وكان الفساد في الأرض))(الطبري)
.

وروي أيضاً عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
فقال: ((كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة،
فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء، فبعث الله جندا من الملائكة فضربوهم
حتى ألحقوهم بجزائر البحور))(ابن كثير).

(4)
(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
أي: قوماً يخلفون الملائكة في الأرض.

وقد أورد هذا القول القرطبي في تفسيره فقال: ((أي
يخلف من كان قبله من الملائكة في الأرض)). وهذا القول يفترض أنّ
الملائكة كانوا أو بعضهم يسكنون الأرض وأراد الله أن يجعل في الأرض
قوماً يخلفونهم, ولا يشترط في هذا القول أن يكون ظهر من الملائكة إفسادٌ
في الأرض أو سفك للدماء كما ذكر عن الجن في القول السابق، إذ إنّ
الملائكة جبلوا على الطاعة (لا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
(التحريم:6). ومن مٌلَح التفسير ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه في
تفسير قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
قال ابن عباس: ((إنّ الله جل وعز أخرج آدم من الجنة من قبل أن يخلقه))
وفي رواية ((لقد أخرج الله آدم من الجنة قبل أن يدخلها)) (راجع تفسير
سفيان الثوري).




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
زهره الاسلام
عضو ذهبي
عضو ذهبي
زهره الاسلام


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة البقرة 15781612
رقم العضوية : 26
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 1278
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
المزاج المزاج : الحــمــد لــلــه

قصة ابليس في سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة ابليس في سورة البقرة   قصة ابليس في سورة البقرة Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 2:20 pm

قصة ابليس في سورة البقرة 1245144460قصة ابليس في سورة البقرة Sigpic313993_13
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com/forum
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة البقرة 211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

قصة ابليس في سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة ابليس في سورة البقرة   قصة ابليس في سورة البقرة Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 11:20 pm

زهره الاسلام



[size=29]قصة ابليس في سورة البقرة 395811[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
 
قصة ابليس في سورة البقرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في ذكر الرحمن :: في ذكر الرحمن القصص والعبر :: القصص في القران-
انتقل الى: