في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

قصة ابليس في سورة البقرة3 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة ابليس في سورة البقرة3 829894
ادارة المنتدي قصة ابليس في سورة البقرة3 103798


marmoora
في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

قصة ابليس في سورة البقرة3 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة ابليس في سورة البقرة3 829894
ادارة المنتدي قصة ابليس في سورة البقرة3 103798


marmoora
في ذكر الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أنفآسنآ ترتآح بذكرھ ... فَ أذگروھ دآئمآ . . لآ إلہ آلإ الله محمد رسول ا̴̄للھ̵̵̵ . .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة ابليس في سورة البقرة3

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة البقرة3 211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

قصة ابليس في سورة البقرة3 Empty
مُساهمةموضوع: قصة ابليس في سورة البقرة3   قصة ابليس في سورة البقرة3 Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 11:48 am



السؤال (14): أيهما أفضل الإنسان أم الملائكة؟.


الجواب على ذلك: إنّ الإنسان أفضل من الملائكة,
ودليل ذلك هو أنّ الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، وهذا السجود يدل على
التفضيل, كما إنّ سجود يعقوب وزوجته وأولاده ليوسف عليه السلام يدل على
تفضيل يوسف عليهم، وذلك قوله تعالى: (وَرَفَعَ
أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً)
(يوسف:100)، فالسجود يدل على التفضيل.

فإن قيل: إنّ السجود كان لآدم, أما أولاده فمنهم من
يكون مثله على الإيمان ومنهم من يكون على الكفر, فهل الإنسان الكافر
أفضل من الملائكة؟.

والجواب على ذلك: إنّ تفضيل الإنسان على الملائكة
حكمٌ عامٌ، والتفصيل على الشكل التالي:

(1) الإنسان المؤمن أفضل من الملائكة, وعبادته لله
وطاعته لله أفضل من عبادة وطاعة الملائكة, وذلك أنّ الملائكة جبلوا على
الطاعة وفطروا على ذلك, أما الإنسان فلم يجبل على الطاعة ولا على
المعصية وإنما جبل على الاختيار, فإنْ أطاع الله وعبده كانت عبادته
أفضل من عبادة الملائكة.

(2) أما الإنسان الكافر فهو ليس أفضل من الملائكة،
بل وليس بأفضل من الحيوان, لأنه إذ لم يعبد الله ولم يطعه فهو أحط من
الأنعام وأقل منها مستوى, وذلك مأخوذ من قوله تعالى:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً
مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ
بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ
الْغَافِلُونَ)
(الأعراف:179).

فوصف الله الإنسان الكافر بأنه أضل من الأنعام وهذا
يعني أنه أقل منزلة منها.

فانتبه لنفسك أيها الإنسان!

إذ لا منزلة بين المنزلتين, إما أن تكون أفضل من
الملائكة وذلك بالإيمان بالله والطاعة له, وإما أن تكون أقل من الحيوان
وذلك بالكفر بالله وعصيانه.



السؤال (15): ما معنى قوله تعالى عن إبليس (أبى
واستكبر)؟.


قال تعالى: (وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ
أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
(البقرة:34).

قوله تعالى (أبى) معناه: امتنع عن فعل ما أمر به,
وإنما قلنا معناه امتنع لقوله تعالى في سورة الأعراف مفسراً معنى كلمة
(أبى) (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ
يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ
أَمَرْتُكَ)
(الأعراف:11ــ 12). ومنه الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد
اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة
وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار))(مسلم وابن ماجة).

وقوله تعالى: (واستكبر) معناه: استعظم الأمر
بالسجود واستعظم فعل السجود لآدم عليه السلام, فكان ترك السجود لآدم
تسفيهاً لأمر الله فكفَّره الله بذلك, وكذلك حكمُ كلِّ من سفه أمر الله
أو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من
كبر)) وفي رواية فقال رجل: إنّ الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الله جميل يحب الجمال,
والكبر بطر الحق وغمط الناس)) (البخاري ومسلم).

وفي رواية (وغمص) بالصاد.

ومعنى (بَطَرُ الحق): تسفيهه وإبطاله.

ومعنى (غمط الناس): احتقارهم وازدراؤهم.

ومعنى (غمص الناس): استصغارهم وعدم رؤيتهم شيئاً.

وكان لإبليس في رفض السجود لآدم رأي في غاية
الغرابة, وهو أنه يرى أن النار أفضل من الطين وبالتالي فهو أفضل من آدم,
ولذلك امتنع عن السجود, وقد صرح القرآن بهذا الرأي في أكثر من موضع,
فقال تعالى نقلاً عن إبليس (أَنَا خَيْرٌ
مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)
(الأعراف: 12) و (ص:76)، وقال تعالى نقلاً عن إبليس
(أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)
(الإسراء:61)، وقال تعالى نقلاً عن إبليس (قَالَ
لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ
مَسْنُونٍ)
(الحجر:33).



السؤال (16): ما معنى قوله تعالى عن إبليس (وكان من
الكافرين)؟.


صرح القرآن الكريم بتكفير إبليس في موضعين:

(الأول) في سورة البقرة, قال تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا
لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ
الْكَافِرِينَ)
(البقرة:34).

(الثاني) في سورة ص, قال تعالى:
(فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ
أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
(ص:73ــ 74).

أما قوله تعالى: (وَكَانَ
مِنَ الْكَافِرِينَ)
:


(1) فقيل: (كان) هنا بمعنى صار, ولهذا القول شواهد
من اللغة ومن القرآن, أما الشاهد من اللغة فهو قول الشاعر:

بتيــــهاء قفـــر والمطــي كأنــــها*قطا الحزن قد
كانت فراخا بيضها

ومعنى كانت هنا صارت (تفسير القرطبي).

وأما الشاهد القرآني فهو قوله تعالى عن نوح وابنه
(وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ
الْمُغْرَقِينَ)
(هود:43)، أي: صار من المغرقين.

وشاهد قرآني آخر هو قوله تعالى:
(وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ
الظَّالِمِينَ)
(البقرة:35)، أي: فتصيرا من الظالمين.

(2) وقيل: (كان) هنا بمعنى كان في علم من الكافرين,
أي كان في علم الله أنه سيكفر لأنّ الأعمال بالخواتيم، لقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: ((وإنما الأعمال بالخواتيم))
(البخاري وأحمد).

وصيغة الماضي في قوله تعالى: (وَكَانَ
مِنَ الْكَافِرِينَ) توحي بسؤال آخر وهو: هل
كان هناك قوم كافرون قبل إبليس أم لا؟. والجواب على ذلك: قيل: لا,
إبليس أول من كفر. وقيل: نعم, كان قبله قوم كافرون وهم الجن, وهم الذين
كانوا يسكنون الأرض.

فعلى القول الأول وهو أنّ إبليس أول من كفر يكون
تأويل قوله تعالى: (وكان من الكافرين) أي: وكان أول الكافرين, وعلى
القول الثاني وهو كان قبله قوم كافرون وهم الجن يكون تأويل قوله تعالى:
(وكان من الكافرين) أي: وكان من جنس
الكافرين قبله، أي (من) هنا لبيان الجنس.

إنّ كفر إبليس كان عناداً وليس جهلا، أي كفر ومعه
علمه, ولذلك قيل: أصل الكفر عنادٌ, وهذا صحيح فيمن كفر ومعه علمه،
بخلاف من كفر بدون علم.



السؤال (17): لماذا سميت حواء بهذا الاسم؟.


حواء عليها السلام هي زوج آدم عليه السلام, لم تذكر
باسمها في القرآن، وإنما ذكرت بالإضافة إلى آدم على سبيل الزوجية, فقال
تعالى: (وَقُلْنَا
يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
(البقرة:35), وقال تعالى: (وَيَا
آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
(الأعراف:19)، وقال تعالى في خلق آدم وحواء: (يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيراً وَنِسَاءً)
(النساء:1). وظاهر النصوص يدل على أنّ حواء خلقت قبل سكن آدم الجنة،
لأنّ الأمر بالسكن جاء لكليهما.

وقد روي عن ابن عباس وابن مسعود أنّ حواء سميت بهذا
الاسم لأنها خلقت من حي، وروي عن ابن عباس أنها سميت حواء لأنها أم كل
حي (الطبري) .

والذي أشار إليه القرآن هو قوله تعالى:
(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا),
فهل (من) في قوله تعالى (منها) للتبعيض أم لبيان الجنس؟. فإن كانت
للتبعيض فمعنى الكلام أن حواء خلقت من بعض آدم أي: جزء من أجزائه, أما
إن كانت لبيان الجنس فمعنى الكلام أن حواء خلقت من جنس آدم أي: مشابهة
له، وليس معناه أنها خلقت من جزء من أجزائه.

وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ((إنّ المرأة خلقت من ضِلَع, وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه, لن
يستقيم لك على طريقة واحدة, فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج، وإن
ذهبت تقيمها كسرتها))(البخاري ومسلم).

وهنا نجد أنّ القضية معلقة، لأن قول الرسول صلى
الله عليه وسلم: ((خلقت المرأة من ضلع)) يحتمل المعنيين، فكلمة (ضلع)
لم تضف لآدم, فلم يقل من ضلع آدم وإنما قال (من ضلع) ومن ثم فالكلام
يحتمل أن تكون المرأة خلقت من جنس الضلع، أي هي مشابهة له في الاعوجاج،
وهذا إشارة إلى بنية المرأة وتركيبها العاطفي والنفسي. ثم إنّ كلمة (خلقت
المرأة) إشارة إلى كل امرأة وليس إلى حواء فقط, وليست كل امرأة مخلوقة
من ضلع, إذ كل النساء خلقن من الأرحام كالرجال.



السؤال (18): ما هي الشجرة التي نهي آدم وحواء عن
الأكل منها؟.


ورد النهي عن الأكل من الشجرة في سورة البقرة، قال
تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا
تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)
(البقرة:35).

وفي سورة الأعراف، قال تعالى: (وَيَا
آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ
شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ
الظَّالِمِينَ)
(الأعراف:19).

وفي سورة طه، قال تعالى: (فَوَسْوَسَ
إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ
الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)
(طـه:120).

قال الطبري: ((الشجر في كلام العرب: كل ما قام على
ساق، ومنه قوله تعالى: (وَالنَّجْمُ
وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ)
(الرحمن:6)، يعني بالنجم: ما نجم من الأرض من نبات, وبالشجر: ما قام
على ساق)) (تفسير الطبري).

أما الشجرة التي نهى الله آدم وحواء عن الأكل منها
فهي:

(1) قال ابن عباس وابن مسعود وسعيد بن جبير هي:
الكرمة أي: العنب.

(2) وقال ابن عباس وقتادة ووهب بن منبّه: هي
السنبلة أي: الحنطة.

(3) وقال ابن جريح: هي التينة.

(4) وقد زعم بعضهم أنها شجرة التفاح.

(5) وزعم آخرون أنها شجرة المعرفة، أي شجرة معنوية.

وكل ذلك لا دليل عليه ولا علم لنا به، والله تعالى
يقول: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ)
(الإسراء:36).

قال الطبري: ((والصواب في ذلك أن يقال: إنّ الله جل
ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة دون سائر
أشجارها، فخالفا إلى ما نهاهما لله عنه فأكلا منها، كما وصفهما الله جل
ثناؤه به. ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على اليقين, لأنّ الله لم يضع
لعباده دليلاً على ذلك في القرآن ولا في السنة الصحيحة, فأنى يأتي ذلك؟
وقد قيل: كانت شجرة البر, وقيل: كانت شجرة العنب, وقيل: كانت شجرة
التين, وجائز أن تكون واحدة منها, وذلك علم إذا عُلم لم ينفع العالم به
علمه, وإن جهله جاهل لم يضره جهله به)).

وقال ابن عطية: ((وليس في شيء من هذا التعيين ما
يعضده خبر, وإنما الصواب أن يُعتقد أنّ الله تعالى نهى آدم عن شجرة
فخالف هو إليها وعصى في الأكل منها))(القرطبي).

وقال إبليس: إنها شجرة الخلد، ووسوس بذلك لآدم, قال
تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ
قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا
يَبْلَى)
(طـه:120). وقد كذب عدو الله، لأنّ آدم عندما أكل من الشجرة، هو وزوجته،
لم يخلدا لا في الجنة ولا في الأرض.

والصحيح كما قال الطبري وابن عطية وابن كثير
والقرطبي وغيرهم من المفسرين: إنها شجرة بعينها لم يعيِّنها لنا الله،
وإنها الشجرة التي امتحن الله بها آدم.



السؤال (19): ذهب بعض المعتزلة إلى أن آدم لم يكن
في جنة الخلد وإنما كان في جنة بأرض عدن, فما هو الرد على ذلك؟.


قال تعالى:
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
(البقرة:35).

وقال تعالى: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ
الْجَنَّةَ)
(الأعراف:19).

قال بعض المعتزلة وهم الخابطية ( أتباع أحمد بن
خابط) والحدثية (أتباع الفضل الحدثي): إنّ آدم لم يكن في جنة الخلد،
وإنما كان في جنة بأرض عدن, أي: إنّ الله حين قال له:
(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
ليست الجنة هنا هي جنة الخلد وإنما جنة بأرض عدن.


وقد استدلوا لمذهبهم بما يلي:


(1) جنة الخلد (لا لَغْوٌ
فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ)
(الطور:23)، (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً
وَلا تَأْثِيماً)
(الواقعة:25)، (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا
لَغْواً وَلا كِذَّاباً)
(النبأ:35).

(2) جنة الخلد لا يخرج منها أهلها، لقوله
(وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ)
(الحجر:48)، وأُخرج منها آدم وحواء.

(3) جنة الخلد هي دار القدس, قدّست من الخطايا
والمعاصي تطهيراً لها، وقد لغا فيها إبليس وكذب.

(4) كيف يجوز على آدم مع كمال عقله ومكانه من الله
أن يطلب شجرة الخلد وهو في دار الخلد؟.


والجواب على ذلك:


(1) إن الله تعالى عرف الجنة بالألف واللام
(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
, ومن قال: أسأل الله الجنة، لم يفهم منه في تعارف الخلق إلا طلب جنة
الخلد.

(2) وقد لقي موسى آدم عليهما السلام، فقال له موسى:
((أنت أشقيت ذريتك وأخرجتهم من الجنة)) (البخاري) فأدخل الألف
واللام ليدل على أنها جنة الخلد المعروفة, فلم ينكر ذلك آدم, ولو كانت
غيرها لرد على موسى، وقال: أخرجتهم من جنة بأرض عدن ولم أخرجهم من جنة
الخلد، ولما كان لموسى حجة على آدم, فلما سكت آدم على ما قرره موسى صح
أنّ الدار التي أخرجهم الله عز وجل منها بخلاف الدار التي أخرجوا إليها،
وفي ذلك بطلان قولهم: إنها جنة بأرض عدن, لأنّ الخروج من جنة بأرض عدن
إلى دار الدنيا هو خروج من دار إلى دار مشابهة.

(3) وأما ما احتجوا به من الآيات
(لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ)
(الطور: 23)، (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً
وَلا تَأْثِيماً)
(الواقعة:25)، (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا
لَغْواً وَلا كِذَّاباً)
(النبأ:35). فكل ذلك جعله الله في الجنة بعد دخول أهلها إليها يوم
القيامة, ولا حجة لهم في ذلك، لأنّ الحديث عن آدم وإبليس ليس يوم
القيامة، وإنما يوم خلق الله آدم وأمر إبليس بالسجود له.

(4) وأما قولهم لا يخرج منها أهلها، فباطل من وجوه:
فقد دخلها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ثم خرج منها مع أنه
من أهلها, وأُخبر بما فيها وأخبر أنها جنة الخلد, وقد أجمع أهل التأويل
على أنّ الملائكة يدخلون الجنة على أهل الجنة ويخرجون منها .

(5) وأما قولهم أنّ الجنة دار القدس قُدِّست من
الخطايا والمعاصي وقد لغا فيها إبليس وكذب, فوجه البطلان فيه هو أنّ
الله تعالى أمر بني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة وأجمع أهل الشرائع على
أن الله قدسها وقد شوهد فيها المعاصي والكفر والكذب ولم يكن تقديسها
مما يمنع المعاصي، وكذلك دار القدس أي الجنة.

(6) وأما قولهم: كيف يجوز على آدم أن يطلب شجرة
الخلد وهو في دار الخلد, فيعكس عليهم ويُسألون: أنتم تقولون أنّ آدم
كان في جنة بأرض عدن أي في دار فناء, فكيف يجوز على آدم مع كمال عقله
ومكانته من الله أن يطلب شجرة الخلد في دار فناء؟. قال أبو الحسن بن
بطال: ((وقد حكى بعض المشايخ أن أهل السنة مجمعون على أنّ جنة الخلد هي
التي أهبط منها آدم عليه السلام)) (تفسير القرطبي).

وتلخيص الموضوع هو أنه ليس في الإسلام إلا جنة
واحدة هي جنة الخلد, وما ذكر من أسماء أخرى فما هو إلا مواصفات لهذه
الجنة.

فوصفها الله بأنها جنة الخلد، قال تعالى:
(قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ
الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً
وَمَصِيراً)
(الفرقان:15).

ووصفها الله بأنها جنة عدن، فقال تعالى:
(وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)
(التوبة:72)، ومعنى عدن أي: إقامة، مأخوذة من عَدَنَ إذا أقام واستمر.

ووصفها الله بأنها جنة المأوى، فقال تعالى:
(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ
سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)
(النجم:13ــ 15).

ووصفها الله بأنها جنة النعيم، فقال تعالى:
(وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ
النَّعِيمِ)
(الشعراء:85).

ووصفها الله بأنها جنة الفردوس، فقال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)
(الكهف:107).

وكل ذلك صفات لجنة واحدة, ومن قال بجنتين لزمه أن
يقول بخمس جنات وذلك باطل بيِّن البطلان.



السؤال (20): كيف دخل إبليس الجنة بعد أن أخرج منها؟.


الجواب على ذلك: إنّ نصوص القرآن لم تثبت دخول
إبليس الجنة بعد أن أخرجه الله منها, كما أنها لم تنف هذا الدخول .

قال تعالى:
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا
فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ)
(البقرة: من الآية36).

وقال تعالى: (فَوَسْوَسَ
لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ
سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ
الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ
الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ *
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ)
(الأعراف: 20ــ 22).

وقال تعالى: (فَوَسْوَسَ
إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ
الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)
(طـه:120).

فأنت كما ترى نصوص القرآن تُثبت الوسوسة ولا تهتم
بتفصيل الدخول إلى الجنة وعدمه, وجمهور المفسرين قالوا بدخول إبليس إلى
الجنة من أجل الوسوسة لآدم, وأخذوا الكيفية من كتب بني إسرائيل, فقال
ابن عباس وابن مسعود وغيرهم: ((أراد إبليس أن يدخل عليهما الجنة فمنعته
الخزنة, فأتى الحية، وهي دابة لها أربعة قوائم كأنها البعير، فكلمها أن
تدخله في فمها، حتى تدخل به إلى آدم فأدخلته في فقمها، والفقم هو جانب
الشدق، فمرت الحية على الخزنة فدخلت ولا يعملون لما أراد الله من الأمر))
(الطبري). وقال ابن عباس وابن اسحق: ((لم يدخل الجنة، وإنما وسوس لهما
من خارج الجنة بسلطانه، كما يوسوس لبني آدم من غير كلام مباشر ولا
مشافهة وإنما بالخواطر)) (الطبري).

ومسألة دخول إبليس إلى الجنة أو عدم دخوله هي من
العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر, ولو كان في ذلك فائدة لنصّ على
ذلك القرآن أو نص على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولذلك قلنا: إنّ هذه المسألة مأخوذة من
الإسرائيليات كما صرح بذلك ابن كثير في تفسيره، فقال: ((ولهذا قال
بعضهم كما جاء في التوراة أنه دخل في فم الحية إلى الجنة)) (تفسير ابن
كثير).

وهذه المسألة من الإسرائيليات المسكوت عنها، أي:
التي لا توافق ما في شريعتنا ولا تخالفه, فلو كانت موافقة لكانت من
المقبول به، ولو كانت مخالفة لكانت من الممنوع منه.



السؤال (21): كيف وسوس إبليس لآدم وزوجته في الأكل
من الشجرة مشافهة أم بالخواطر؟.


كيفية الوسوسة من المسائل التي تحتمل القولين, وذلك
أنّ الله تعالى يقول: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ
لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا
نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا
مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي
لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف:20ــ 21).

وقال تعالى: (فَوَسْوَسَ
إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ
الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)
(طـه:120).

فمن قال بدخول إبليس إلى الجنة قال: إنّ الوسوسة
كانت مشافهة، فكلم إبليس آدم وزوجته مباشرة, ومن قال بعدم دخول إبليس
إلى الجنة قال: إنّ الوسوسة كانت بالخواطر وبسلطانه على البشر.

والذين قالوا: إنّ الوسوسة كانت مشافهة استدلوا على
ذلك بقوله تعالى: (وقال ما نهاكما)،
(قال يا آدم)
، (وقاسمهما)
، وقالوا: إنّ المقاسمة وهي الحلف المشدد مأخوذة من القسم، ولا تكون
إلا بالكلام المباشر.

والذين قالوا: إن الوسوسة لم تكن بكلام مباشر ولا
بمشافهة، استدلوا بقوله تعالى: (فوسوس لهما)
، (فوسوس إليه)
، وقالوا: إنّ ما قاله إبليس لآدم وزوجته هو وسوسة وإن كان مضمون
الوسوسة هو القول، واستدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ
الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم)) (البخاري ومسلم)، واستدلوا بقوله
تعالى: (مِنْ شَرِّ
الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)
(الناس:4ــ 5).

وقالوا: إنه خلص إلى آدم وزوجته بسلطانه الذي يخلص
فيه لبني آدم، فيوقعهم في المعصية وهم لا يرونه، كما قال تعالى:
(يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ
الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ
عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ
هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا
الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)
(الأعراف:27).



السؤال (22): لماذا سمي إبليس بالشيطان؟.


وردت كلمة (الشيطان) معرفة بالألف واللام في القرآن
في (64) أربعة وستين موضعاً, والمراد بالشيطان في هذه المواضع إبليس.
أما كلمة (شيطان) نكرة من دون الألف واللام فقد وردت في (6) ستة مواضع،
والمراد بها إما إبليس أو أحد أتباعه.

أما كلمة (الشياطين) بالجمع فقد وردت في (18)
ثمانية عشر موضعاً, والمراد بها شياطين الجن أو الإنس أو كليهما.

الشيطان مشتق من شطن إذا بَعُدَ, وشطنتْ داره إذا
بعدت, وبئر شطون أي بعيدة القعر, والشطن: الحبل, سمي به لبعد طرفيه
وامتداده, وسمي الشيطان شيطاناً لبعده بأخلاقه عن كل خير, وبعده بخلقه
عن خلق الإنسان, حيث خلق من نار وخلق الإنسان من طين, وذلك أن كل عاتٍ
متمرد من الجن والإنس والدواب شيطانٌ.

وقيل: إنّ (شيطان) مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك
فالنون زائدة, وشاط إذا احترق, ويرد على هذا القول بأن سيبويه حكى أنّ
العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين, فهذا بيّنٌ أنه تفيعل
من شطن ولو كان من شاط لقالوا تشَّيط (القرطبي).

فالشيطان مشتق من البعد وهو الصحيح, فالمتمرد من
الجن شيطان، ومثال ذلك إبليس نعوذ بالله منه, والمتمرد من الإنس شيطان،
ودليله قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)
(الأنعام: من الآية112), فمن الإنس شياطين كما من الجن شياطين، ولذلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ((يا أبا ذر تعوذ بالله من
شياطين الإنس والجن)) فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: ((نعم)) (أحمد).

والمتمرد من الدواب شيطان، لما رُوي عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه أنه ركب بَرْذوناً فجعل يتبختر به, فجعل يضربه فلا
يزداد إلا تبختراً, فنزل عنه وقال: ((ما حملتموني إلا على شيطان, ما
نزلت عنه حتى أنكرت نفسي)) (الطبري وابن كثير).

وأول ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم
الاستعاذة بالله من الشيطان, فقال ابن عباس: ((أول ما نزل جبريل على
محمد قال: يا محمد استعذ, قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم,
ثم قال: قل بسم الله الرحمن الرحيم, ثم قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق))(الطبري).

والتعامل مع شياطين الإنس يختلف عن التعامل مع
شياطين الجن, فشياطين الإنس قد ينفع معها المداراة والمصانعة والدفع
بالتي هي أحسن, أما شياطين الجن فلا ينفع معها إلا الاستعاذة.

ولذلك قال ابن كثير في تفسيره:

((ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, أي: أستجير
بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن
فعل ما أمرت, أو يحثني على فعل ما نهيت عنه, فإنّ الشيطان لا يكفه عن
الإنسان إلا الله, ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته
بإسداء الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة
من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل، لأنه شرير بالطبع
ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه, وهذا المعنى في ثلاث آيات من القرآن لا
أعلم لهن رابعة:

(1) قوله تعالى في سورة الأعراف:
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
(الأعراف:199)، فهذا فيما يتعلق بمعاملة الأعداء من البشر، ثم قال:
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ
نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
(الأعراف:200).

(2) وقال تعالى في سورة قد أفلح:
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ
بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ
يَحْضُرُونِ)
(المؤمنون:96ــ 98).

(3) وقال تعالى في سورة حم السجدة:
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا
السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
* وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(فصلت:34ــ 36)).

وقال ابن كثير في موضع آخر من تفسيره بعد أن سرد
الآيات الثلاثة السابقة: ((فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها،
وهو أنّ الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه
طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة والمصافاة, ويأمر بالاستعاذة به من
العدو الشيطاني لا محالة, إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً ولا يبتغي غير
هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم)).



السؤال (23): كيف كانت توبة آدم؟ وما هي كلمات
التوبة؟.


ذكرت توبة آدم عليه السلام في ثلاثة مواضع:

(1) قال تعالى: (فَتَلَقَّى
آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
(البقرة:37).

(2) وقال تعالى: (قَالا
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا
وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(الأعراف:23).

(3) وقال تعالى: (وَعَصَى
آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ
وَهَدَى)
(طـه:121ــ 122).

إنّ معنى قوله تعالى: (فَتَلَقَّى
آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)
هو أنّ آدم تلقى من الله كلمات, فقال هذه الكلمات فقبل الله توبته,
فهناك محذوف تقديره: فقال هذه الكلمات.

ولذلك قال الطبري في تفسير هذه الآية: ((فمعنى ذلك
إذاً: فلقَّى الله آدم كلمات توبة, فتلقاها آدم من ربه وأخذها عنه
تائباً, فتاب الله عليه بقيله إياها وقبوله إياها من ربه)).

أما الكلمات فقد ذكر المفسرون فيها أقولاً كثيرة لم
أنقلها كراهة الإطالة, ولما كان القرآن يفسر بعضه بعضاً, فإنّ أصح ما
قيل في الكلمات هو قوله تعالى في سورة الأعراف: (قَالا
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا
وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(الأعراف:23).

وقوله تعالى: (فَتَابَ
عَلَيْهِ),
فقال: (عليه) ولم يقل عليهما، وذلك لأسباب:

(1) إنّ آدم عليه السلام خوطب في أول القصة بقوله
تعالى: (اسكن), فخصه بالذكر في التلقي (فتلقى)، ولذلك كملت القصة بذكره
وحده (عليه).

(2) المرأة حرمة مستورة والله أراد الستر لها،
ولذلك لم يذكرها في المعصية فقال: (وَعَصَى
آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى).

(3) لما كانت المرأة تابعة للرجل في غالب الأمر لم
تذكر.

(4) النص القرآني في معصية آدم وحواء لا يُحمّل أحد
الطرفين دوراً في المعصية أكبر من الآخر، وهذا واضح من مراجعة النص,
بخلاف ما ورد في الإسرائيليات وما هو شائع لدى عامة الناس من تحميل
حواء الدور الأساسي في المعصية, وتحميلها مسؤولية أكبر من مسؤولية آدم
في ذلك, فلينتبه لذلك المسلمون إذ إنّ نظرة التوراة للمرأة نظرة دونية
باعتبارها أساس الرجس ومنبع الخطايا وهذا لا يتفق مع الإسلام.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
زهره الاسلام
عضو ذهبي
عضو ذهبي
زهره الاسلام


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة البقرة3 15781612
رقم العضوية : 26
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 1278
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
المزاج المزاج : الحــمــد لــلــه

قصة ابليس في سورة البقرة3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة ابليس في سورة البقرة3   قصة ابليس في سورة البقرة3 Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 2:30 pm

قصة ابليس في سورة البقرة3 13278539396قصة ابليس في سورة البقرة3 1311637070241قصة ابليس في سورة البقرة3 1331536809241
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com/forum
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة البقرة3 211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

قصة ابليس في سورة البقرة3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة ابليس في سورة البقرة3   قصة ابليس في سورة البقرة3 Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 11:40 pm

زهره الاسلام

[size=29]قصة ابليس في سورة البقرة3 395811[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
 
قصة ابليس في سورة البقرة3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في ذكر الرحمن :: في ذكر الرحمن القصص والعبر :: القصص في القران-
انتقل الى: