في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

قصة ابليس في سورة الحجر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة ابليس في سورة الحجر 829894
ادارة المنتدي قصة ابليس في سورة الحجر 103798


marmoora
في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

قصة ابليس في سورة الحجر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة ابليس في سورة الحجر 829894
ادارة المنتدي قصة ابليس في سورة الحجر 103798


marmoora
في ذكر الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أنفآسنآ ترتآح بذكرھ ... فَ أذگروھ دآئمآ . . لآ إلہ آلإ الله محمد رسول ا̴̄للھ̵̵̵ . .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة ابليس في سورة الحجر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة الحجر 211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

قصة ابليس في سورة الحجر Empty
مُساهمةموضوع: قصة ابليس في سورة الحجر   قصة ابليس في سورة الحجر Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 12:12 pm


قصة إبليس في سورة الحجر.


قال تعالى: (وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (26)
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ
مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ
رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ
أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ
السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ
السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ
مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا
فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ
الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
(36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ
الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ
لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا
عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ
مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ
لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ
بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ)
(الحجر:26ــ 44).



السؤال (36): ما معنى قوله تعالى
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ
صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)؟.


الإنسان هنا هو آدم عليه السلام، وأما بني آدم فقد
خلقوا من ماء الرجل وماء المرأة, وسمي آدم إنساناً لأنه نسي ما عهد
الله إليه قال تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا
إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)
(طـه:115).

والصلصال: هو الطين اليابس الذي لم تصبه نار وسُمّي
صلصالاً لأنه يصل إذا نُقر, وهو يشبه الفخار ولذلك قال تعالى:
(خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ
كَالْفَخَّارِ)
(الرحمن:14), والفرق بين الصلصال والفخار هو أنّ الطين إذا خلط بالرمل
وترك يجف صار صلصالاً, وإذا خلط الطين بالرمل وطبخ بالنار صار فخاراً.

قال ابن عباس: ((الماء يقع على الأرض الطيبة ثم
يُحسِر عنها فتشقق ثم يصير مثل الخزف الرقاق)) (الطبري).

وقال قتادة: ((الصلصال: التراب اليابس الذي يسمع له
صلصلة)) (الطبري).

وقال الطبري: ((والذي هو أولى بتأويل الآية هو أن
يكون الصلصال في هذا الموضع الذي له صوت من الصلصلة، وذلك أن الله
تعالى وصفه في موضع آخر فقال: (خَلَقَ
الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ)
(الرحمن:14), فشبهه تعالى ذكره بأنه كان كالفخار في يبسه)).

وأما الحمأ فهو جمع حمأة وهو الطين الأسود.

وأما المسنون: فهو المتغير, وقيل: المنتن, وقيل:
الذي تغير فأنتن, قال قتادة: ((المسنون: الذي تغير وأنتن)) (الطبري).



السؤال(37): ما معنى قوله تعالى (وَالْجَانَّ
خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)؟.


الجانُّ: هنا هو إبليس أبو الجن, ومعنى الكلام:
وإبليس خلقناه من قبل آدم من نار السموم وإنما قلنا إبليس لأنه خلق قبل
آدم، وأما ذريته فخلقت بعد آدم.

ونار السموم: هي النار الحارة التي تقتل من شدَّة
حرّها.

قال ابن عباس: ((السموم: الحارة التي تقتل)) (الطبري).

وقال ابن مسعود: ((نار السموم التي خلق الله منها
الجان جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم)) (الطبري).

وقال تعالى في موضع آخر: (وخلق
الجانّ من مارج من نار)
(الرحمن:15).

قال الجوهري: ((المارج: الخالص، أي النار التي لا
دخان لها)) (القرطبي).



السؤال (38): لماذا سُمّي الجن بهذا الاسم؟.


الجن ضد الإنس والواحد جنِّي, وسميت الجن بذلك
لأنها لا تُرى بالأعين.وأجنّ الشيء في صدره أي: أكنه.

والجنين: الولد ما دام في البطن وسمي بذلك لأنه
يكون مستتراً فلا يرى.

والجُنّة: السترة, والجُنّة ما استترت به من سلاح
ونحوه, واستجنَّ بجُنّة أي: استتر بسترة, والمِجَنّ: الترس, والاجتنان:
الاستتار.

وسميت الجنة بهذا الاسم لأنها لا تُرى.

وسمي المجنون بذلك لأنه فقد عقله فكأن عقله لا يرى.

وجن الليل إذا غطى وستر بظلامه.

والجانّ أبو الجن وهو إبليس.

والجانّ أيضاً الحيّة البيضاء (مختار الصحاح).


السؤال (39): من هم الجن؟.


أخبر الله تعالى في كتابه أنه خلق خلقاً آخر غير
الملائكة، تعجز العيون عن رؤيتهم كما تعجز عن رؤية الملائكة, والجن من
عالم الغيب الذي أمر كل مسلم بالإيمان به, كما أخبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم في حديثه عن الجن.

(1) خُلق الجن من نار, قال تعالى:
(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ)
(الرحمن:15)، وقال تعالى: (وَالْجَانَّ
خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)
(الحجر:27).

وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((خُلقت الملائكة من نور, وخُلق الجانّ من مارج من نار,
وخُلق آدم مما وصف لكم)) (مسلم وأحمد). ولا يلزم من كون الجنِّ خلقوا
من نار أن يكونوا ناراً تحرق ما تمسه, ولا يمنع أن يكون الله قد حولهم
فيما بعد إلى طبيعة أخرى.

(2) خلق الجان قبل خلق الإنسان, قال تعالى: (وَالْجَانَّ
خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)
(الحجر:27).

(3) كما أخبر الله تعالى أنهم يروننا ولا نراهم,
فقال تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ
وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ)
(الأعراف: من الآية27).

(4) الجن مكلفون كما هو الحال عند الإنسان،
ويحاسبون يوم القيامة ويثابون ويعاقبون ويدخلون الجنة أو يدخلون النار,
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
(الذاريات:56)، وقال تعالى: (وَتَمَّتْ
كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ)
(هود:119).

(5) إنّ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بلغتهم كما
بلغتهم رسالة موسى عليه السلام من قبل. قال تعالى:
(قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ
بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ)
(الأحقاف:30)، وقال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ
إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا
سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً)
(الجـن:1).


(6) إن الجن أصناف كالبشر، فمنهم الصالحون ومنهم
غير ذلك، ومنهم المسلمون ومنهم الجائرون. قال تعالى:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا
دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً)
(الجـن:11)، وقال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا
الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ
تَحَرَّوْا رَشَداً)
(الجـن:14).

(7) وإنّ الله سخرهم لسليمان عليه السلام , فقال
تعالى: (يَعْمَلُونَ
لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ
وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ)
(سـبأ: من الآية13).

(Cool وإنهم كالإنس لا يعلمون الغيب، ولذلك لبثوا
يعملون لسليمان بعدما مات ولم يعلموا بموته حتى وقع على الأرض, قال
تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ
الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ
تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)
(سـبأ:14).

(9) وإنهم كانوا يستمعون إلى أخبار السماء فلما جاء
الإسلام منعوا من ذلك, ومن فعل ذلك رُمي بالشهب, قال تعالى:
(وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ
لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً)
(الجـن:9).

(10) وإنّ الله تعالى تحداهم بإعجاز القرآن كما
تحدى الإنس، فقال تعالى: (قُلْ
لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ
هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيراً)
(الإسراء:88).

(11) إبليس أبو الجن كما آدم أبو الإنس, ويدل على
ذلك قوله تعالى: (وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ *
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)
(الحجر:26ــ 27)، فالإنسان هنا هو آدم عليه السلام والجان هنا هو إبليس.

(12) دلت الآيات القرآنية على أنّ الجن وخاصة كفرة
الجن وهم الشياطين لا يملكون القدرة على نفع الإنس ولا ضررهم، وليس لهم
عليهم من سلطان إلا سلطان الوسوسة والترغيب بالشر, فقال تعالى:
(وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ
يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)
(الجـن:6)، وقال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ
الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)
(النساء: من الآية76)، وقال تعالى: (وَلَيْسَ
بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)
(المجادلة: من الآية10)، وقال تعالى: (وَمَا
كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ
فَاسْتَجَبْتُمْ لِي)
(إبراهيم: الآية22).

(13) عمل الشيطان وأتباعه بالنسبة للإنسان ينحصر في
الوسوسة والإغراء والدعوة إلى القبائح ,قال تعالى:
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ
بِالْفَحْشَاءِ)
(البقرة: من الآية268)، وقال تعالى: (يَعِدُهُمْ
وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً)
(النساء:120)، وقال تعالى: (آمَنُوا
إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ)
(المائدة: من الآية90).



السؤال (40): قوله تعالى (ونفخت
فيه من روحي)
هل يدل على أنّ في الإنسان جزءاً إلهياً كما استدل بذلك أصحاب مذهب
الحلول؟.


قال تعالى:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ
إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ *
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ
سَاجِدِينَ)
(الحجر:28ــ 29).

وقال تعالى: (إِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ * فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)
(ص:71ــ 72).

ليس الأمر كما ظن أصحاب مذهب الحلول وتوهموا,
فالروح ليست جزءاً من الله، ولم يرد وصف لله بأنه روحٌ لا في القرآن
ولا في السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والروح خلقٌ من خلق الله, أضافها الله إلى نفسه
تشريفاً وتكريماً كقوله تعالى عن الناقة: (هَذِهِ
نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً)
(الأعراف: من الآية73)، وليس معنى ذلك أن الناقة جزء من الله وإنما
أضاف الله الناقة إلى نفسه تكريماً وتشريفاً, وكذلك قوله تعالى:
(يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)
(العنكبوت:56)، فأضاف الأرض إلى نفسه تشريفاً وتكريماً مع أنها مخلوق
من مخلوقات الله, ومثل ذلك قوله تعالى عن مناسك الحج أنها شعائر الله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ)
(المائدة: من الآية2).

قال القرطبي في تفسيره: ((فالروح خلق من خلقه أضافه
إلى نفسه تشريفاً وتكريماً كقوله: أرضي وسمائي وبيتي وناقة الله وشهر
الله)).

ونقول في الجواب على السؤال أيضاً:

إنّ كلمة الروح في القرآن لم ترد بمعنى واحدٍ وإنما
وردت بخمسة معانٍ:

(1) الروح: ما به حياة الأنفس, ومثاله في
القرآن حصرا: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ
قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ
إِلَّا قَلِيلاً)
(الإسراء:85).

(2) الروح: جبريل عليه السلام, ورد هذا المعنى
في الأماكن التالية حصراً:

(وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)
(البقرة: من الآية87).

(وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)
(البقرة: من الآية253).

(اذْكُرْ نِعْمَتِي
عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ)
(المائدة: من الآية110).

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ
الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ)
(النحل: من الآية102).

(فَأَرْسَلْنَا
إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً)
(مريم: من الآية17).

(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ
الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ)
(الشعراء:193ــ 194).

(3) الروح: النبوة, وقد وردت كلمة الروح بهذا
المعنى في موضعين حصراً:

(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ
بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ)
(النحل: من الآية2).

(يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ
أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)
(غافر: من الآية15).

(4) الروح: القرآن, وقد وردت كلمة الروح بهذا
المعنى في موضعين حصراً:

(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا)
(الشورى: من الآية52).

(أُولَئِكَ كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)
(المجادلة: من الآية22).

(5) الروح: أمر الله, وقد وردت في ستة مواضع
حصراً:

(وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)
(النساء: من الآية171).

(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي)
(الحجر: من الآية29).

(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا)
(الأنبياء: من الآية91).

(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ
فِيهِ مِنْ رُوحِهِ)
(السجدة: من الآية9).

(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي)
(ص: من الآية72).

(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ
عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ
رُوحِنَا)
(التحريم: من الآية12).

فعدد المواضع التي وردت فيها كلمة الروح في القرآن
هي: (21) إحدى وعشرون موضعاً, وقد وردت بخمسة معان, كما قمنا بجمعها
وحصرها, أما الروح بمعنى جزء من الله حلّ بالإنسان فهذا المعنى ليس له
وجود في القرآن, وإنما هو من تلبيس إبليس على الناس بفهم ليس له أساس
في القرآن, وذلك باتباع ما تشابه من القرآن أي المصطلحات التي وردت في
عدة أماكن وبمعان مختلفة.



السؤال (41): ما العلاقة بين قول إبليس
(لم أكن لأسجد لبشر)
وبين قول الكافرين لرسلهم
(أبشر يهدوننا)؟.


قال تعالى: (قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ
لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ
مَسْنُونٍ) (الحجر:32ــ 33). إن
الله تعالى إذ سأل إبليس عن الشيء الذي منعه من السجود لآدم فأجاب
(لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ)
وهذا الذي قاله إبليس هو عينُ ما قاله المكذبون لرسلهم, فنسجوا على
منواله عالمين بذلك أم جاهلين, فلبّس عليهم بآرائه ومعتقداته,
فلننظر ما قال الأقوام المكذبون لرسلهم:


(إِذْ قَالُوا
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ)
(الأنعام: من الآية91).

(قَالُوا
إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا)
(إبراهيم: من الآية10).

(مَا هَذَا
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ)
(المؤمنون: من الآية24).

(مَا هَذَا
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ)
(المؤمنون: من الآية33).

(مَا أَنْتَ
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ
الصَّادِقِينَ) (الشعراء:154).

(وَمَا أَنْتَ
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ)
(الشعراء:186).

(قَالُوا مَا
أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ
شَيْءٍ) (يّـس: من الآية15).

(فَقَالُوا
أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا) (التغابن:
من الآية6).

(مَا نَرَاكَ
إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا) (هود: من
الآية27).

(أَبَعَثَ
اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً)
(الإسراء: من الآية94).

(وَلَئِنْ
أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ)
(المؤمنون:34).

(فَقَالُوا
أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ)
(القمر: من الآية24).


كل هذه الأقوال نجدها مطابقة لأقوال إبليس:


(قَالَ أَنَا
خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)
(الأعراف: من الآية12).

(قَالَ لَمْ
أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ
مَسْنُونٍ) (الحجر:33).

(قَالَ
أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)
(الإسراء: من الآية61).

(قَالَ أَنَا
خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)
(ص:76).

وصدق الله العظيم إذ قال:

(كَذَلِكَ
قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ
قُلُوبُهُمْ) (البقرة: من
الآية118).



السؤال (42) هل تعلم ما هو برنامج عمل إبليس؟.


بدأ عمل إبليس منذ أن طرده الله من الجنة، بعد أن
رفض السجود لآدم, والبرنامج العملي لإبليس يتلخص بالنقاط التالية:

(1) إخراج آدم وحواء من الجنة وذلك بالوسوسة لهما
حتى وقعا في معصية الله وأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل
منها.

قال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا
فِيهِ) (البقرة: من الآية36).

وقال تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ
عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى * فَأَكَلا مِنْهَا)
(طـه:120ــ 121).

(2) الدعوة إلى التعري وكشف السوآت والخلاعة في
اللباس.

قال تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ
عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا)
(الأعراف: من الآية20).

(3) إغواء عامة الناس وذلك بتحسين الأعمال القبيحة
وتزيينها في عيونهم.

قال تعالى:
(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي
لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
(الحجر:39ــ 40).

(4) العداوة لآدم وحواء وذريتهما.

قال تعالى: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ)
(طـه: من الآية117).

وقال تعالى: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)
(البقرة: من الآية36).

وقال تعالى: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)
(الأعراف: من الآية24).

(5) القعود على الصراط المستقيم لإخراج الناس عنه
بإتيانهم من كل جهات الحق والباطل.

قال تعالى:
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي
لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ
مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
(الأعراف:16ــ 17).

(6) اتخاذ الغناء الفاحش والماجن كوسيلة في إضلال
الناس وصرفهم عن كتاب الله.

قال تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ)
(الإسراء: من الآية64).

(7) وعد الناس بالباطل والكذب عليهم وإلهاؤهم
بالخداع والغش.

قال تعالى: (وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً)
(الإسراء: من الآية64).

وقال تعالى: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا
غُرُوراً) (النساء:120).

(Cool اتخاذ أتباعه ورجاله وذريته كوسيلة لتحقيق
أهدافه المتمثلة بهذا البرنامج.

قال تعالى:
(وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ
وَرَجِلِكَ) (الإسراء: 64).

(9) صرف الناس عن الكسب الحلال إلى الكسب الحرام
وعن أكل الحلال إلى أكل الحرام, والأمر بالسوء والفحشاء, وتشجيع الناس
بأن يفتروا على الله ويقولوا على الله مالا علم لهم به.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً
وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ
تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)
(البقرة:168ــ 169).

(10) نهي الناس عن الإنفاق في سبيل الله بتخويفهم
من الفقر, والدعوة إلى الفحش والتفحش.

قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ
وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ) (البقرة:268).

(11) تشجيع المؤمنين على الفرار من الزحف حين
ملاقاة المشركين.

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ) (آل
عمران:155).

(12) تخويف المؤمنين من ملاقاة الكافرين ومجاهدتهم،
وذلك من خلال أتباعه بإرسالهم للوسوسة للمؤمنين.

قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا
تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
( آل عمران:175).

(13) تشجيع المؤمنين على التحاكم للطواغيت، حكام
الجاهلية وتشجيعهم على عدم الكفر بهم.

قال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ
مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ
أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ
يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً)
(النساء:60).

(14) تشجيع الكافرين على قتال المؤمنين بالتحريش
بينهم والإيقاع بينهم.

قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا
أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)
(النساء:76).

(15) إشاعة الشبهات بين المسلمين وإفشاؤها قبل
التثبت منها.

قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا
بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ
مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ
إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83).



(16) أمر الناس بشق آذان الأنعام وتسييبها للأصنام
كما كان يفعل ذلك أهل الجاهلية.

قال تعالى: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ)
(النساء:119).


(17) أمر الناس بتغيير خلق الله, ومثاله إخراج
الناس عن فطرة الإيمان التي خلقهم عليها, ومثاله أيضاً الدعوة إلى
التنمّص والوشم والتفلج للحسن.

قال تعالى: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)
(النساء: من الآية119).


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله
النامصات والمتمنصات والواشمات والمستوشمات, المتفلجات للحسن, المغيرات
لخلق الله))(مسلم).

(18) الدعوة إلى الخمر والميسر (القمار) والأنصاب
(الأصنام) والأزلام(الاستقسام بالأقداح) وسائر المحرمات والنجاسات،
وذلك لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس وصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي
الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ
الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
(المائدة:90ــ 91).

(19) تزيين الشرك لأهله وتحسينه في عيونهم مما
يورثهم قسوة القلب وعدم التضرع إلى الله.

قال تعالى:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى
أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا
تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
(الأنعام:42ــ 43).

(20) تشجيع الناس على الخوض في آيات الله
بالاستهزاء والسخرية، وتنسية المؤمنين الحاضرين لهذه المجالس بم أمرهم
الله به من عدم القعود فيها.

قال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا
يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
(الأنعام:68).

(21) تحريم أكل ما أحل الله من الأنعام (الإبل
والبقر والغنم والمعز) بتسييبها للآلهة وتخصيصها للأصنام.

قال تعالى:
(وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً
وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
(الأنعام:142).

(22) صرف الناس عن مكارم الأخلاق والعفو والمعروف،
بالنزغ والوسوسة والإنساء.

قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا
مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ
مُبْصِرُونَ) (الأعراف:199ــ 201).



(23) تخويف المؤمنين حين
لقائهم مع الكافرين في ساحات القتال.


قال تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ
رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ
الْأَقْدَامَ) (الأنفال:11).




(24) تشجيع الكافرين عل قتال المؤمنين ووعدهم
بالغلبة.

قال تعالى:
(وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ
النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ)
(الأنفال: من الآية48).

(25) الكيد بين الإخوة بإيقاع الحسد في قلوبهم.

قال تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا
لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
(يوسف:5).

وقال تعالى:
(مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ
الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)
(يوسف: من الآية100).

(26) الاستماع إلى أخبار السماء وإعطاؤها لأتباعه
من الناس لإضلالهم وصدهم عن دين الله, ويشاركه في هذا العمل أتباعه من
الجن.

قال تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا
لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *
إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ)
(الحجر:16ــ 18).


(27) تشجيع الناس على التبذير، وهو الإنفاق في غير
طاعة الله وذلك كفر وجحود بنعمة الله.

قال تعالى: (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ
الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)
(الإسراء:26ــ 27).

(28) الإيقاع والوسوسة بين الناس بتأويل كلام بعضهم
لبعض على وجه السوء.

قال تعالى:
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا
الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ
الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)
(الإسراء:53).

(29) تشجيع الناس على المجادلة في الله بغير علم
كما كان يفعل مشركو العرب لإضلالهم وإيصالهم إلى النار.

قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ
تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)
(الحج:3ــ 4).


(30) التلبيس على الكافرين بإسماعهم كلاماً لم يقله
الأنبياء, فيه تحسين لما هم عليه من الكفر والشرك, وذلك حين تلاوة
الأنبياء ما أنزل عليهم.

قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا
إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ
اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ
فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ)
(الحج:52ــ 53).

(31) تشجيع المشركين على شركهم, وذلك بالصد عن سبيل
الحق وتحسين ما هم عليه من الشرك والعمل الفاسد.

قال تعالى:
(وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا
يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا
يَهْتَدُونَ) (النمل:24).

(32) التحريش بين الناس بما يؤدي للاقتتال وحصول
القتل حتى لو كان من غير عمد.

قال تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ
فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ
عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ
عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)
(القصص:15).

(33) الدعوة إلى التقليد
بالباطل وخاصة تقليد الآباء والأجداد.

قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ
نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ
الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)
(لقمان:21).

(34) خداع الناس وإلهاؤهم بالحياة الدنيا لصرفهم عن
العمل ليوم القيامة.

قال تعالى: (يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ *
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا
يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
(فاطر:5ــ 6).

(35) العمل الجاد لرد المؤمنين عن إيمانهم إلى
الكفر وعدم الاهتداء، وذلك بتحسين الذنوب في عيونهم واستدراجهم من هذا
الباب.

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى
لَهُمْ) (محمد:25).

(36) تشجيع الناس على النجوى بما يشعر الآخرين من
الحضور أنّ النجوى تخصهم، وبالتالي إيقاع الضغائن بين الناس من خلال
النجوى.

قال تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى
اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
(المجادلة:10).

(37) تشجيع الناس على الكفر بالله.

قال تعالى: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا
كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ) (الحشر:16).

(38) الوسوسة للمشركين بأنّ القرآن من أقوال
الشياطين وتحسين هذا الرأي في عيونهم.

قال تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ)
(التكوير:25).

(39) إضلال الناس بتعليمهم السحر وذلك من خلال
أتباعه.

قال تعالى: (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)
(البقرة: من الآية102).

(40) تهييج الكافرين على المعاصي وذلك من خلال
أتباعه الشياطين.

قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ
تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) (مريم:83).

هذا هو برنامج عمل الشيطان إبليس أعاذنا الله منه,
فإذا اتبعه الناس, وهذا حاصل في أكثرية الناس, فما هي النتيجة التي
يصلون إليها؟.

إنها البراءة التامة: حيث يتبرأ الشيطان من أتباعه,
فليحذر ذلك الناس، وليعلموا هذه النتيجة من كتاب الله.

قال تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ
وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا
كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ
فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا
أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ
بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ) (إبراهيم:22).

هذا النص ما هو إلا خطبة رنانة يلقيها إبليس يوم
القيامة ويبدو فيها كأنه شيخ الواعظين, يعلن فيها براءته من أتباعه،
ويعلن فيها صدقَ وعدِ الله وكذب وعده نفسه, وينفي عن نفسه الحول
والقوة.

وهذا الذي يفعله إبليس يوم القيامة سبق له أن فعله
مع الراهب برصيصا في قصة معروفة في كتب التفسير, قال تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ
لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
(الحشر:16).

وسبق له أن فعله مع مشركي العرب يوم بدر, قال
تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ
النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ
نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى
مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
(الأنفال:48).



السؤال (43): ما هي أنواع الاستثناء في قصة إبليس؟.


(1) الأصل في الاستثناء أن يكون متصلا، أي أن يكون
المستثنى من جنس المستثنى منه كقوله تعالى: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)
(البقرة: من الآية255).

ولكن قد يكون الاستثناء منقطعا، وذلك حين يكون
المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، كقوله تعالى: (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً
وَلا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً)
(الواقعة:25ــ 26)، فاستثنى السلام من جملة اللغو.

وقوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ)
(الحجر: 30ــ 31)، وإبليس ليس من الملائكة.

وقوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا
إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)
(الكهف: من الآية50)، وإبليس من الجن وليس من جنس الملائكة وللاستثناء
المنقطع شواهد في اللغة, قال الشاعر:

وبلدةٍ ليس بها أنيسُ * إلا اليعافيرُ وإلا العيسُ

فاستثنى اليعافير وهي ذكور الظباء, والعيس وهي
الجمال البيض, من الأنيس وهو الإنسان.

(2) كما إنّ الأصل في الاستثناء هو استثناء الأقل
من الأكثر, كقوله تعالى: (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ) (الحجر:39ــ 40).

ولكن قد يستثنى الأكثر من الأقل كقوله تعالى:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)
(الحجر:42). فاستثنى الغاوين وهم الأكثر من العباد وهم الأقل.

قال القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن):
((وهذه الآية والتي قبلها دليل على جواز استثناء القليل من الكثير
والكثير من القليل, مثل أن يقول: عشرة إلا درهماً أو أن يقول عشرة إلا
تسعة. وقال أحمد بن حنبل: لا يجوز أن يستثنى إلا قدر النصف فما دونه,
أما استثناء الأكثر من الجملة فلا يصح. ودليلنا هذه الآية, فإن فيها
استثناء (الغاوين) من العباد وذلك يدل على أنّ استثناء الأقل من الجملة
واستثناء الأكثر من الجملة جائز)).



السؤال (44): هل إبليس أساس الشبهات في الأمة
الإسلامية؟.


قال أبو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل):

((واللعين الأول لما حكـَّم العقل على من لا يُحكّم
عليه العقل لزمه أن يجري حكم الخالق في الخلق أو حكم الخلق في الخالق,
والأول غلو والثاني تقصير.

فثار من الشبهة الأولى مذاهب: الحلولية,
والتناسخية, والمشبهة, والغلاة من الروافض, حيث غلوا في حق شخص من
الأشخاص حتى وصفوه بأوصاف الإله.

وثار من الشبهة الثانية مذاهب: القدرية, والجبرية,
والمجسمة, حيث قصروا في وصفه تعالى حتى وصفوه بصفات المخلوقين.

فالمعتزلة مشبهة الأفعال, والمشبِّهة حلولية
الصفات, وكل واحد منهم أعور بأي عينيه شاء, فإنّ من قال إنما يحسن منه
ما يحسن منا, ويقبح منه ما يقبح منا, فقد شبه الخالق بالخلق.

ومن قال: يوصف الباري تعالى بما يوصف به الخلق, أو
يوصف الخلق بما يوصف به الباري فقد اعتزل عن الحق.

وسِنْخ (أصل) القدرية طلب العلة في كل شيء وذلك من
سنخ اللعين الأول, إذ طلب العلة في الخلق أولا, والحكمة في التكليف
ثانياً, والفائدة في تكليف السجود لآدم عليه السلام ثالثاً, وعنه نشأ
مذهب الخوارج, إذ لا فرق بين قولهم: (لا حكم إلا لله ولا نحكَّم
الرجال) وبين قوله: (لا أسجد إلا لك) (قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ
حَمَأٍ مَسْنُونٍ) (الحجر:33).

وبالجملة كلا طرفي قصد الأمور ذميم, فالمعتزلة:
غلوا في التوحيد بزعمهم حتى وصلوا إلى التعطيل بنفي الصفات, والمشبهة:
قصروا حتى وصلوا إلى الحلول, والخوارج قصّروا حتى نفوا تحكيم الرجال.

وأنت ترى إذا نظرت أنّ هذه الشبهات كلَّها ناشئة من
شبهات اللعين الأول, وتلك في الأول مصدرها, وهذه في الآخرة مظهرها,
وإليه أشار التنزيل في قوله تعالى: (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ) (البقرة: من الآية168)).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
زهره الاسلام
عضو ذهبي
عضو ذهبي
زهره الاسلام


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة الحجر 15781612
رقم العضوية : 26
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 1278
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
المزاج المزاج : الحــمــد لــلــه

قصة ابليس في سورة الحجر Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة ابليس في سورة الحجر   قصة ابليس في سورة الحجر Emptyالإثنين أبريل 23, 2012 2:37 pm

قصة ابليس في سورة الحجر 1240622489قصة ابليس في سورة الحجر 1249210275قصة ابليس في سورة الحجر 3078.imgcache
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com/forum
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : قصة ابليس في سورة الحجر 211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

قصة ابليس في سورة الحجر Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة ابليس في سورة الحجر   قصة ابليس في سورة الحجر Emptyالثلاثاء أبريل 24, 2012 5:32 pm

زهره الاسلام


[size=29]قصة ابليس في سورة الحجر BM179720[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
 
قصة ابليس في سورة الحجر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ابليس في سورة طه
» قصة ابليس في سورة البقرة
» قصة ابليس في سورة البقرة2
» قصة ابليس في سورة البقرة3
» قصة ابليس في سورة الاعراف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في ذكر الرحمن :: في ذكر الرحمن القصص والعبر :: القصص في القران-
انتقل الى: