في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

كربلاء .. ومقتل الحسين 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كربلاء .. ومقتل الحسين 829894
ادارة المنتدي كربلاء .. ومقتل الحسين 103798


marmoora
في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

كربلاء .. ومقتل الحسين 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كربلاء .. ومقتل الحسين 829894
ادارة المنتدي كربلاء .. ومقتل الحسين 103798


marmoora
في ذكر الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أنفآسنآ ترتآح بذكرھ ... فَ أذگروھ دآئمآ . . لآ إلہ آلإ الله محمد رسول ا̴̄للھ̵̵̵ . .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كربلاء .. ومقتل الحسين

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
روميساء
المراقب العام
المراقب العام
روميساء


 دعاء  دعاء : كربلاء .. ومقتل الحسين 15781612
رقم العضوية : 240
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 356
تاريخ الميلاد : 01/03/1990
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 34
المزاج المزاج : الحمد لله تمااااااااااااام

كربلاء .. ومقتل الحسين Empty
مُساهمةموضوع: كربلاء .. ومقتل الحسين   كربلاء .. ومقتل الحسين Emptyالسبت نوفمبر 24, 2012 5:27 pm

كربلاء .. ومقتل الحسين Karbala


استقرت الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان كربلاء .. ومقتل الحسين T_20
في سنة 41هـ، بعد أن تنازل له الحسن بن على بن أبي طالب عن الخلافة،
وبايعه هو وأخوه الحسين -رضي الله عنهما- وتبعهما الناس؛ وذلك حرصًا من
الحسن على حقن الدماء وتوحيد الكلمة والصف، وقد أثنى الناس كثيرًا على صنع
الحسن، وأطلقوا على العام الذي سعى فيه بالصلح "عام الجماعة"، وحقق بهذا
المسعى الطيب نبوءة جده الكريم محمد كربلاء .. ومقتل الحسين R_20 وقولته: "ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".

وكان الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب يترددان على معاوية في دمشق
فيكرمهما ويحسن وفادتهما، ويعرف لهما قدرهما ومكانتهما، ولما مات الحسن ظل
أخوه الحسين كربلاء .. ومقتل الحسين T_20
يفد كل عام إلى معاوية؛ فيحسن استقباله ويبالغ في إكرامه، وظل الحسين
وفيًّا لبيعته، ويرى في الخروج على طاعة معاوية نقضًا لبيعته له، ولم يستجب
لرغبة أهل الكوفة في هذا الشأن، بل إن الحسين اشترك في الجيش الذي بعثه
معاوية لغزو القسطنطينية بقيادة ابنه "يزيد" في سنة 49هـ.

فاجأ "معاوية بن أبي سفيان" الأمة الإسلامية بترشيح ابنه "يزيد" للخلافة
من بعده في وجود عدد من أبناء كبار الصحابة، وبدأ في أخذ البيعة له في
حياته، في سائر الأقطار الإسلامية، بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى، ولم
يعارضه سوى أهل الحجاز، وتركزت المعارضة في الحسين بن علي، وعبد الله بن
عمر، وعبد الله بن الزبير كربلاء .. ومقتل الحسين Y_20.

توفي معاوية بن أبي سفيان كربلاء .. ومقتل الحسين T_20
سنة 60هـ، وخلفه ابنه يزيد؛ فبعث إلى واليه بالمدينة لأخذ البيعة من
الحسين الذي رفض أن يبايع "يزيد"، كما رفض -من قبل- تعيينه وليًّا للعهد في
خلافة أبيه معاوية، وغادر المدينة سرًّا إلى مكة واعتصم بها، منتظرًا ما
تسفر عنه الأحداث.

تحفيز للخروج
رأى أهل الشيعة في
الكوفة أن الفرصة قد حانت لأنْ يتولى الخلافة الحسين بن علي، بعدما علموا
بخروجه إلى مكة؛ فاجتمعوا في بيت زعيمهم "سليمان بن صرد"، واتفقوا على أن
يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه
بالخلافة، وتتابعت رسائل أشراف الكوفة إلى الحسين، كلها ترغبه في الحضور،
حتى بلغت خمسين رسالة.

وأمام هذه الرسائل المتلاحقة، ووعود أهل الكوفة الخلابة بالنصرة
والتأييد، استجاب الحسين لدعوتهم، وعزم قبل أن يرحل إليهم أن يستطلع الأمر،
ويتحقق من صدق وعودهم؛ فأرسل ابن عمه "مسلم بن عقيل بن أبي طالب" لهذا
الغرض. وما إن وصل إلى الكوفة، حتى استقبله أهلها بحماس بالغ وحفاوة شديدة،
ونزل دار "المختار الثقفي" واتخذها مقرًّا لاستقبال الشيعة، حتى إذا اجتمع
عدد كبير منهم، قرأ عليهم "مسلم" كتاب الحسين، الذي جاء فيه أنه مجيبهم
إلى ما يريدون إن لزموا العهد، وصبروا على الجهاد؛ فأخذوا يبكون، وقام كبار
الشيعة بإعلان تأييدهم للحسين، وخطب بعضهم مؤثرًا في الحاضرين فقال:
"والله لأجيبنكم إذا دعوتم، لأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى
ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله". ولم يكن أمام "مسلم بن عقيل"
وهو يرى هذه الحشود الضخمة التي أعلنت بيعتها للحسين إلا أن يكتب للحسين
يطمئنه ويطلب منه القدوم، ويقول له: "بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألف
رجل فأقدم، فإن جميع الناس معك، ولا رأي لهم في آل أبي سفيان".

ولما علم "يزيد بن معاوية" بما يحدث في الكوفة، عزل واليها "النعمان بن
بشير" لتساهله مع مسلم وتغاضيه عما يفعله، وولّى مكانه "عبيد الله بن زياد"
فحضر على الفور، واتبع مع أهل الكوفة سياسة الشدة والترهيب، واشترى ولاء
بعضهم ببذل الأموال، فانفضت الآلاف من حول (مسلم) وتركوه يلقى مصرعه وحده،
بعد أن قبض عليه "ابن زياد" وألقى به من أعلى قصر الإمارة فمات، ثم صلبه؛
فكان أول قتيل صُلبت جثته من بني هاشم.

خرج الحسين من مكة إلى الكوفة في 8 من ذي الحجة 60هـ، وعندما بلغ
"القادسية" علم بمقتل مسلم وتخاذل الكوفيين عن حمايته ونصرته، فقرر العودة
إلى مكة، لكن إخوة مسلم أصرّوا على المضي قدمًا للأخذ بثأره، فلم يجد
الحسين بدًا من مطاوعتهم، وواصل السير حتى بلغ كربلاء على مقربة من الكوفة
في (2 من المحرم)، ووجد جيشًا كبيرًا في انتظاره يقوده "عمر بن سعد بن أبي
وقاص" في حين كان مع الحسين نحو تسعين نفسًا، بعدما تفرق عنه الناس، ولم
يبق معه إلا أهل بيته وقليل ممن تبعوه في الطريق، وعسكرت القوتان غير
المتكافئتين في هذا المكان.

محاولة سلمية لم تُجدِ
حاول الحسين
أن يخرج من هذا المأزق بعد أن رأى تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه كما تخلوا
من قبل عن مناصرة مسلم، وبلغ تخاذلهم أنهم أنكروا الكتب التي بعثوا بها
إلى الحسين حين ذكرهم بها، فعرض على عمر بن سعد ثلاثة حلول: إما أن يرجع
إلى المكان الذي أقبل منه، وإما أن يذهب إلى ثغر من ثغور الإسلام للجهاد
فيه، وإما أن يأتي يزيد بن معاوية في دمشق فيضع يده في يده.

وكانت هذه الاقتراحات خطوة طيبة نحو الحل السلمي، وترك الثورة، وحقن
الدماء؛ فبعث بها "عمر بن سعد" إلى واليه "عبيد الله بن زياد" فرفض هذه
الحلول، وأبى إلا أن يسلم الحسين نفسه باعتباره أسيرًا، ويرسله بهذه الصفة
إلى يزيد في دمشق، وسخر من عمر حين أبدى عطفًا تجاه الحسين، وكتب إليه:
"إني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتمنِّيه السلامة والبقاء، وانظرْ
فإن نزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا، فابعث بهم إليَّ، وإن أبوا
فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثِّل بهم، فإنهم لذلك مستحقون".

رفض الحسين بن علي هذا الطلب، وجمع أصحابه مرة بعد مرة وقال لهم: "لقد
بررتم وعاونتم، والقوم لا يريدون غيري، ولو قتلوني لم يبتغوا غيري أحدًا،
فإذا جنّكم الليل فتفرقوا في سواده وانجوا بأنفسكم". فما كان منهم -وهم لم
يكونوا جميعًا من ذوي عمومته وأقربائه- إلا أن قالوا له: "معاذ الله! بل
نحيا بحياتك ونموت معك".

في العاشر من محرم كانت المعركة
وقبل
أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا
أيامًا يعانون العطش، يستهدفون من ذلك إكراه الحسين على التسليم، ثم بدأ
القتال بين قوتين غير متكافئين في العاشر من المحرم، فكان مع الحسين اثنان
وثلاثون فارسًا وأربعون راجلاً، في حين يبلغ جيش أعدائه أكثر من أربعة
آلاف، يكثر فيهم الفرسان وراكبو الإبل، ويحملون صنوفًا مختلفة من السلاح،
ومع هذا التفاوت فقد أظهر الحسين ومن معه ضروبًا عجيبة من الشجاعة
والإقدام، وتساقطوا واحدًا بعد الآخر وهم ملتفون حول الحسين، ويقاتلون بين
يديه، وتعدى القتل الرجال المقاتلين إلى الأطفال والصبيان من عِترته وآل
بيته، ولم يبق إلا هو، يقاتل تلك الجموع المطبقة عليهم، حتى أثخنوه
بالجراح؛ فسقط كربلاء .. ومقتل الحسين T_20
قتيلاً، ثم قطعوا رأسه الشريف وأرسلوا به إلى يزيد بن معاوية، ولم ينج من
القتل إلا "علي زين العابدين بن الحسين"، فحفظ نسل أبيه من بعده.

وكانت نتيجة المعركة واستشهاد الحسين على هذا النحو،
مأساةً مروِّعة أدمت قلوب المسلمين وهزت مشاعرهم في كل مكان، وحركت عواطفهم
نحو آل البيت، وكانت سببًا في قيام ثورات عديدة ضد الأمويين، حتى انتهى الأمر بسقوطهم، وقيام الدولة العباسية على أنقاضها[1].

لماذا لا نحكم العقل؟
نحن نعلن
صرخة الاحتجاج ضد ابن زياد والحجاج -لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على
من قتل الحسين أو رضي بذلك- ولكن لماذا ندفع الفاتورة منذ قُتل الحسين إلى
الآن من دمائنا ونسائنا وأبنائنا؛ بحجة أننا رضينا بقتل الحسين ونحن في
أصلاب آبائنا وفي بطون أمهاتنا؟!

استباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين، وذبح البساسيري النساء
والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين، والآن تُهدَّم المساجد في العراق
ويُقتل الأئمة وتُبقر بطون الحوامل وتحرَّق الجثث ويُختطف الناس من بيوتهم
وتُغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين. إن المنطق الذي يقول: إن مليار مسلم
كلهم رضي بقتل الحسين وكلهم ناصبوا العداء لأهل البيت منطق يخالف النقل
والعقل والتاريخ، ومعناه إلغاء أهل الإسلام والقضاء على كل موحِّد في
الأرض، هل من المقبول والمعقول أن يجتمع مئات الملايين من العلماء والخلفاء
والحكماء والزُّهاد والعُبّاد والمصلحين ويتواطئوا على الرضا بقتل الحسين
والسكوت على هذه الجريمة الشنعاء؟!

هل من المعقول أن تُحارب أمة الإسلام لأجل كذبة أعجمية صفوية ملفّقة
كاذبة خاطئة تكفِّر الصحابة والتابعين ودول الإسلام، وتتبرأ من أبي بكر
وعمر وأصحاب بدرٍ وأهل بيعة الرضوان ومن نزل الوحي بتزكيتهم وأخبر الله أنه
رضي عنهم؟!

متى تُكفّ المجزرة الظالمة الآثمة التي أقامها الصفويون ضد كل مسلم، ومؤمن تحت مظلة الثأر للحسين؟

نحن أولى بالحسين دينًا وملَّة، ونسبًا وصهرًا، وحبًّا وولاءً، وأرضًا
وبيتًا، وتاريخًا وجغرافيا، ارفعوا عنّا سيف العدوان، وأغمدوا عنّا خنجر
الغدر؛ فنحن الذين اكتوينا بقتل الحسين، وأُصبنا في سويداء قلوبنا بمصرع
الحسين:

جاءوا برأسك يابن بنت محمـد *** متـزمِّـلاً بدمـائه تزميــلا
ويكبِّـرون بـأن قتلـت وإنما *** قتلوا بـك التكبيـر والتهليـلا

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "قتل الحسين كربلاء .. ومقتل الحسين T_20
مصيبة من أعظم المصائب، ينبغي لكل مسلم إذا ذكرها أن يقول: إنا لله وإنا
إليه راجعون!". وأقول: لو كره عضو من أعضائنا الحسين أو أهل بيت الرسول كربلاء .. ومقتل الحسين R_20
لتبرأنا من هذا العضو ولبترناه، لكننا نحبهم الحب الشرعي السُّني الصحيح
الموافق لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، لا الحب الصفوي والسبئي الغريب
على الأمة وعلى الملّة وعلى السماء وعلى الأرض:

مرحبًا يا عـراق جئت أغنيك *** وبعضٌ من الغنـاء بكـاء
فجراح الحسين بعض جراحي *** وبصدري من الأسى كربلاء

الحسين ليس بحاجة إلى مآتم وولائم، تزيد الأمة هزائم إلى هزائم. رحم
الله السبطين الحسن والحسين، وجعل الله عليًّا وفاطمة في الخالدين، ورضي
الله عن الشيخين[2].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : كربلاء .. ومقتل الحسين 211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

كربلاء .. ومقتل الحسين Empty
مُساهمةموضوع: رد: كربلاء .. ومقتل الحسين   كربلاء .. ومقتل الحسين Emptyالسبت نوفمبر 24, 2012 5:33 pm

في مطلع كل عام هجري، يتذكر المسلمون أحداثًا جِسامًا؛ على رأسها الهجرة
العظيمة التي غيَّرت مجرى التاريخ، وذكرى انتصار موسى -عليه السلام- على
فرعون، فيكون شهر الله المحرم مصدر اعتزاز للمسلمين وفرحة بانتصار الخير
على الشر، ولذلك أُمِر المسلمون بأن يصوموا اليوم العاشر منه؛ شكرًا لله
تعالى، ويومًا قبله أو بعده مخالفة لليهود الذين يصومونه وحده.

وكان لهذا اليوم قداسة حتى عند المشركين، فقد روى البخاري عَنْ
عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ
يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ،
َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ". وفي حديث آخر أنه كان يومًا "تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَة".

ولكن محرم وعاشوراء يذكران المسلمين كذلك بحادثة جلل، لا تهون في قلوب
المؤمنين، هي حادثة استشهاد الإمام الحسين بن علي -رضي الله عنهما- في
كربلاء، ولولا أننا سمعنا أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: "كُنَّا نُنْهي أَنْ
نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ
أَشْهُرٍ وَعَشْرًا"، وتعزو ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكان
مثل الحسين يستحق استمرار الحداد عليه أبد الدهر، بل إنَّ جدّ الحسين أولى
منه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

إن ذكرى استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لجديرة
بالبسط والتأسي، دون أن نسمح لألسنتنا بالخوض في أقدار الصحابة والتابعين
الذين حضروا تلك الفتن العظيمة، وكانت لهم مواقفهم والظروف التي أحاطت بهم،
التي لا ندري -معها- لو كنا معهم ماذا كنا سنصنع؟ وإن دماء سلَّم الله
أيدينا منها نريد أن تسلم ألسنتنا منها، {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134].
ولا أريد بهذه الخطبة إلا ذكر ما تدعو الحاجة لمعرفته من شأن هذا العَلَم
الذي لا ينبغي أن يُقابل الغلوّ في حبِّه عند قوم بالجفاء عند آخرين، حتى
بلغ الأمر أن يُهجر اسم الحسين أو يُنسى فضله، وهو مَن هو في القدر
والمكانة في نفس رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولو أنه اكتفى بشرف كونه من آل
بيت رسول الله الطاهرين، لكفاه شرفًا، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33].

بلى إن حبَّه دِينٌ وعبادة يُرجى بها رضا الله تعالى وثوابه.

فمع الحسين بن علي بن أبي أطالب، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم نقضي الدقائق الغوالي من هذا اليوم المبارك..

الحسين بن علي .. مولده وحياته
الحسين
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، سبط رسول الله صلى الله
عليه وسلم وريحانته، وشبيهه في الخَلْق من الصدر إلى القدمين، أبوه أمير
المؤمنين علي، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكنيته أبو عبد الله، ولقبه الشهيد، وهو أحد سيدي شباب أهل الجنة مع أخيه
الحسن.

ولد في المدينة المنورة في شعبان في السنة الرابعة للهجرة، وعقّ عنه
جدُّه رسول الله عليه السلام، كما عقّ عن أخيه الحسن من قبل، وقال فيهما: "هما ريحانتايَ من الدنيا"[1]. وعن جابر أنه قال وقد دخل الحسين المسجد: "من أحب أن ينظر إلى سيِّد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا"، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم[2].

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه ويلاعبه ويقول عنه: "حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحبّ حسينًا". وفي رواية: "أحبّ الله من أحبّ حسينًا"[3].

عاش الحسين طفولته وصدر شبابه في المدينة المنورة، وتربّى في بيت النبوة
ثم في بيت والده، وفي حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف على الأخلاق
الفاضلة والعادات الحميدة، أُثر عنه أنه حج خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وشهد
سنة 35ه مبايعة والده الإمام علي بالخلافة ثم خروجه معه إلى الكوفة، وشهد
معه موقعة الجمل ثم صفين، ثم قتال الخوارج، وبقي معه حتى استشهاده سنة 40ه،
فأقام مع أخيه الحسن في الكوفة إلى أن تنازل الحسن عن الخلافة، وسلم الأمر
إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن
أَبي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي
فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ عَلَى ظَهْرِهِ وَعَلَى عُنُقِهِ،
فَيَرْفَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَفْعًا رَفِيقًا لِئَلاَّ
يُصْرَعَ. قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ بالْحَسَنِ شَيْئًا
مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَهُ. قَالَ: "إِنَّهُ
رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ"[4].

وكان الحسين لا يعجبه ما عمل أخوه، بل كان رأيه القتال؛ لأنه يرى أنه
الأحق بالخلافة، ولكنه أطاع أخاه الذي كان يرى -كذلك- أحقّيته بالخلافة،
ولكنه آثر حقن دماء المسلمين، وبايع الحسينُ معاوية، ورجع معه إلى المدينة،
وأقام معه إلى أن مات معاوية رضي الله عنه سنة60ه.

مقتل الحسين رضي الله عنه
ولما
تولى يزيد بن معاوية الخلافة، بعث إلى واليه على المدينة الوليد بن عتبة
ليأخذ البيعة من أهلها، فامتنع الحسين عن البيعة، وخرج إلى مكة وأقام فيها،
ثم أتته كتب أهل الكوفة في العراق تبايعه على الخلافة وتدعوه إلى الخروج
إليهم، فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليأخذ بيعتهم، فطالت
غيبة مسلم وانقطعت أخباره، فتجهز الحسين مع جملة من أنصاره للتوجه إلى
العراق، ونصحه بعض أقاربه وأصحابه بالبقاء في مكة وعدم الاستجابة لأهل
العراق، ومنهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر،
وجابر بن عبد الله. كما كتبت إليه إحدى النساء وتسمى (عمرة) تقول: حدثتني
عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُقتل الحسين بأرض بابل"[5].
فلما قرأ كتابها قال: "فلا بد إذًا من مصرعي". وخرج بمن معه متوجّهًا إلى
العراق، وفي الطريق قريبًا من القادسية لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له:
ارجع؛ فإني لم أدع لك خلفي خيرًا.

وأخبره أن عبيد الله بن زياد والي البصرة والكوفة قتل مسلم بن عقيل،
فهَمَّ الحسين أن يرجع ومعه إخوة مسلم فقالوا: "والله لا نرجع حتى نصيب
بثأرنا أو نُقْتَل". فتابع سيره حتى وصل إلى منطقة الطفّ قرب كربلاء، وكان
عدد ما معه من الرجال (45) فارسًا ونحو (100) راجل، إضافة إلى أهل بيته من
النساء والأطفال، حيث إن أهل الكوفة خذلوه ولم يوفوا بوعودهم لنصرته.
فالتقى بمن معه بجيش عبيد الله بن زياد بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص،
وكان معه أربعة آلاف فارس، وجرت بينهما مفاوضات لم تسفر عن اتفاق، فهاجم
جيش ابن زياد الحسين ورجاله، فقاتل الحسين ومن معه قتال الأبطال، واستشهد
الحسين ومعظم رجاله، ووُجد في جسده ثلاثة وثلاثون جرحًا، وكان ذلك في يوم
عاشوراء من عام (61ه)، رحمه الله ورضي عنه. ورثاه الشعراء على مر القرون،
ومن ذلك ما قاله الشاعر عبد الله بن عوف بن الأحمر:

صحوت وودعت الصبا والغوانيا *** وقلت لأصحابي: أجيبوا المناديا

وقولـوا له إذ قـام يدعـو إلى *** قبيل الدعا: لبيك لبيك داعيـا

ألا وانع خيـر الناس جَدًّا ووالدا *** حسينًا لأهل الدين إن كنت ناعيا

ليبك حسينًا مرمل ذو خصاصة *** عديم وأيتـام تشكـي المواليـا

فأضحى حسيـن للرمـاح دريئة *** وغودر مسلوبًا لدى الطفّ ثاويا

ليبك حسينًا كلمـا ذرّ شـارق *** وعند غسوق الليل من كان باكيا

لحا الله قومًا أشخصوهم وغرروا *** فلم يـر يوم البأس منهم محاميـا

ولا موفيًا بالعهد إذ حَميَ الوغـى *** ولا زاجرًا عنه المضليـن ناهيـا

فيا ليتني إذ ذاك كنـت شهدتـه *** فضاربت عنه الشانئين الأعاديـا

ودافعت عنه ما استطعـت مجاهدا *** وأعملت سيفي فيهـم وسنانيـا

فيا أمة تاهت وضلت سفاهـة *** أنيبوا فأرضوا الواحـد المتعاليـا

ويُروى أن قاتله هو سنان بن أبي سنان النخعي، وأن خولي بن يزيد الأصبحي
هو الذي أجهز عليه واجتزّ رأسه. وقُتل مع الحسين سبعة عشر رجلاً من أهل
بيته، منهم إخوته الأربعة، رحمهم الله جميعًا.

ويروى أنه لما ورد رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية ومعه جماعة من أهل
البيت وجُلّهم من النساء، قال يزيد: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
فقالت سكينة بنت الحسين: يا يزيد، أبنات رسول الله سبايا؟ قال: يا ابنة
أخي، هو والله أشدُّ عليَّ منه عليك. وقال كلامًا يشتم فيه عبيد الله بن
زياد, ولعلَّ منه ما رواه يونس بن حبيب أن يزيد كان يقول: "وما عليَّ لو
احتملت الأذى وأنزلت الحسين معي، وحكّمته فيما يريد، وإن كان عليَّ في ذلك
وهن؛ حفظًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاية لحقه، لعن الله ابن
مرجانة -يعني عبيد الله- فإنه أحرجه واضطره، وقد كان سأل أن يخلي سبيله أن
يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني، فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور،
فأبى ذلك عليه وقتله، فأبغضني بقتله المسلمون، وزرع لي في قلوبهم العداوة",
ثم قال: رحم الله حسينًا، لَودِدت أن أُتيت به سِلمًا.

ثم أمر بالنساء فأدخلن على نسائه، وأمر آل أبي سفيان فأقمن المأتم على
الحسين ثلاثة أيام، ثم أمر بتجهيز نساء آل البيت وإعادتهن إلى المدينة
معزّزات.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم بأن ابنه وحبيبه سوف يقتل على
يد مسلمين، فقد روى أبو أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه: "لا تُبَكُّوا هذا" يعني حسينًا، فكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: "لا تدعي أحدًا يدخل", فجاء حسين فبكى، فخلته يدخل، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: إن أمتك ستقتله. قال: "يقتلونه وهم مؤمنون؟" قال: نعم، وأراه تربته[6].

وقد بقي هذا اليوم داميًا في قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لم ينسوه لأهل العراق الذين حضروا مصرع الحسين دون أن يدافعوا عنه؛ ففي
البخاري عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ
وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟
فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: انْظُرُوا إلى هَذَا يَسْأَلُنِي
عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا".

بين الحسين وعمر بن الخطاب
وأما عن
علاقته بعمر بن الخطاب وعمرو بن العاص ممن يظن بعضهم أنه كان بينهم ما
يسوء، فقد روى الإمام الذهبي أخبارًا عديدة أسانيدها صحيحة، تدل على مكانة
خاصة للحسين في قلب عمر رضي الله عنه، منها أنه قال له: "أي بُنَيّ، وهل
أنبت على رءوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم، ووضع يده على رأسه، وقال: أي بني!
لو جعلت تأتينا وتغشانا". وكان يفرض له خمسة آلاف مثل أبيهم رضي الله عنه.
وحين كسا أبناء الصحابة لم يجد ما يناسب الحسنين، فبعث إلى اليمن فأُتِي
بكسوة لهما، فقال: الآن طابت نفسي. وبينما عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في
ظل الكعبة إذ رأى الحسين، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.

اللهم إنا أحببنا الحسن والحسين وأمّهما وأباهما وعِترتهما الصالحة؛
لحبِّنا لنبيك صلى الله عليه وسلم، فاجعلنا يوم القيامة مع من أحببْنا.

اللهم صلِّ وسلم عليهم جميعًا، وصلِّ وسلّم على نبيك محمد خاصة، وعلى آله أجمعين وصحابته والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


كربلاء .. ومقتل الحسين N4hr_12972177602
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
Saleh Elabdallah
عضو مشاررك
عضو مشاررك
avatar


 دعاء  دعاء : كربلاء .. ومقتل الحسين 15781612
رقم العضوية : 129
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 7
تاريخ الميلاد : 07/01/1964
تاريخ التسجيل : 16/01/2012
العمر : 60

كربلاء .. ومقتل الحسين Empty
مُساهمةموضوع: اللهم إنا أحببنا الحسن والحسين وأمّهما وأباهما وعِترتهما الصالحة؛    كربلاء .. ومقتل الحسين Emptyالإثنين يناير 06, 2014 10:43 am

في ذكر الرحمن كتب:
في مطلع كل عام هجري، يتذكر المسلمون أحداثًا جِسامًا؛ على رأسها الهجرة
العظيمة التي غيَّرت مجرى التاريخ، وذكرى انتصار موسى -عليه السلام- على
فرعون، فيكون شهر الله المحرم مصدر اعتزاز للمسلمين وفرحة بانتصار الخير
على الشر، ولذلك أُمِر المسلمون بأن يصوموا اليوم العاشر منه؛ شكرًا لله
تعالى، ويومًا قبله أو بعده مخالفة لليهود الذين يصومونه وحده.

وكان لهذا اليوم قداسة حتى عند المشركين، فقد روى البخاري عَنْ
عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ
يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ،
َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ". وفي حديث آخر أنه كان يومًا "تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَة".

ولكن محرم وعاشوراء يذكران المسلمين كذلك بحادثة جلل، لا تهون في قلوب
المؤمنين، هي حادثة استشهاد الإمام الحسين بن علي -رضي الله عنهما- في
كربلاء، ولولا أننا سمعنا أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: "كُنَّا نُنْهي أَنْ
نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ
أَشْهُرٍ وَعَشْرًا"، وتعزو ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكان
مثل الحسين يستحق استمرار الحداد عليه أبد الدهر، بل إنَّ جدّ الحسين أولى
منه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

إن ذكرى استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لجديرة
بالبسط والتأسي، دون أن نسمح لألسنتنا بالخوض في أقدار الصحابة والتابعين
الذين حضروا تلك الفتن العظيمة، وكانت لهم مواقفهم والظروف التي أحاطت بهم،
التي لا ندري -معها- لو كنا معهم ماذا كنا سنصنع؟ وإن دماء سلَّم الله
أيدينا منها نريد أن تسلم ألسنتنا منها، {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134].
ولا أريد بهذه الخطبة إلا ذكر ما تدعو الحاجة لمعرفته من شأن هذا العَلَم
الذي لا ينبغي أن يُقابل الغلوّ في حبِّه عند قوم بالجفاء عند آخرين، حتى
بلغ الأمر أن يُهجر اسم الحسين أو يُنسى فضله، وهو مَن هو في القدر
والمكانة في نفس رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولو أنه اكتفى بشرف كونه من آل
بيت رسول الله الطاهرين، لكفاه شرفًا، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33].

بلى إن حبَّه دِينٌ وعبادة يُرجى بها رضا الله تعالى وثوابه.

فمع الحسين بن علي بن أبي أطالب، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم نقضي الدقائق الغوالي من هذا اليوم المبارك..

الحسين بن علي .. مولده وحياته
الحسين
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، سبط رسول الله صلى الله
عليه وسلم وريحانته، وشبيهه في الخَلْق من الصدر إلى القدمين، أبوه أمير
المؤمنين علي، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكنيته أبو عبد الله، ولقبه الشهيد، وهو أحد سيدي شباب أهل الجنة مع أخيه
الحسن.

ولد في المدينة المنورة في شعبان في السنة الرابعة للهجرة، وعقّ عنه
جدُّه رسول الله عليه السلام، كما عقّ عن أخيه الحسن من قبل، وقال فيهما: "هما ريحانتايَ من الدنيا"[1]. وعن جابر أنه قال وقد دخل الحسين المسجد: "من أحب أن ينظر إلى سيِّد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا"، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم[2].

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه ويلاعبه ويقول عنه: "حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحبّ حسينًا". وفي رواية: "أحبّ الله من أحبّ حسينًا"[3].

عاش الحسين طفولته وصدر شبابه في المدينة المنورة، وتربّى في بيت النبوة
ثم في بيت والده، وفي حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف على الأخلاق
الفاضلة والعادات الحميدة، أُثر عنه أنه حج خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وشهد
سنة 35ه مبايعة والده الإمام علي بالخلافة ثم خروجه معه إلى الكوفة، وشهد
معه موقعة الجمل ثم صفين، ثم قتال الخوارج، وبقي معه حتى استشهاده سنة 40ه،
فأقام مع أخيه الحسن في الكوفة إلى أن تنازل الحسن عن الخلافة، وسلم الأمر
إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن
أَبي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي
فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ عَلَى ظَهْرِهِ وَعَلَى عُنُقِهِ،
فَيَرْفَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَفْعًا رَفِيقًا لِئَلاَّ
يُصْرَعَ. قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ بالْحَسَنِ شَيْئًا
مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَهُ. قَالَ: "إِنَّهُ
رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ"[4].

وكان الحسين لا يعجبه ما عمل أخوه، بل كان رأيه القتال؛ لأنه يرى أنه
الأحق بالخلافة، ولكنه أطاع أخاه الذي كان يرى -كذلك- أحقّيته بالخلافة،
ولكنه آثر حقن دماء المسلمين، وبايع الحسينُ معاوية، ورجع معه إلى المدينة،
وأقام معه إلى أن مات معاوية رضي الله عنه سنة60ه.

مقتل الحسين رضي الله عنه
ولما
تولى يزيد بن معاوية الخلافة، بعث إلى واليه على المدينة الوليد بن عتبة
ليأخذ البيعة من أهلها، فامتنع الحسين عن البيعة، وخرج إلى مكة وأقام فيها،
ثم أتته كتب أهل الكوفة في العراق تبايعه على الخلافة وتدعوه إلى الخروج
إليهم، فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليأخذ بيعتهم، فطالت
غيبة مسلم وانقطعت أخباره، فتجهز الحسين مع جملة من أنصاره للتوجه إلى
العراق، ونصحه بعض أقاربه وأصحابه بالبقاء في مكة وعدم الاستجابة لأهل
العراق، ومنهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر،
وجابر بن عبد الله. كما كتبت إليه إحدى النساء وتسمى (عمرة) تقول: حدثتني
عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُقتل الحسين بأرض بابل"[5].
فلما قرأ كتابها قال: "فلا بد إذًا من مصرعي". وخرج بمن معه متوجّهًا إلى
العراق، وفي الطريق قريبًا من القادسية لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له:
ارجع؛ فإني لم أدع لك خلفي خيرًا.

وأخبره أن عبيد الله بن زياد والي البصرة والكوفة قتل مسلم بن عقيل،
فهَمَّ الحسين أن يرجع ومعه إخوة مسلم فقالوا: "والله لا نرجع حتى نصيب
بثأرنا أو نُقْتَل". فتابع سيره حتى وصل إلى منطقة الطفّ قرب كربلاء، وكان
عدد ما معه من الرجال (45) فارسًا ونحو (100) راجل، إضافة إلى أهل بيته من
النساء والأطفال، حيث إن أهل الكوفة خذلوه ولم يوفوا بوعودهم لنصرته.
فالتقى بمن معه بجيش عبيد الله بن زياد بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص،
وكان معه أربعة آلاف فارس، وجرت بينهما مفاوضات لم تسفر عن اتفاق، فهاجم
جيش ابن زياد الحسين ورجاله، فقاتل الحسين ومن معه قتال الأبطال، واستشهد
الحسين ومعظم رجاله، ووُجد في جسده ثلاثة وثلاثون جرحًا، وكان ذلك في يوم
عاشوراء من عام (61ه)، رحمه الله ورضي عنه. ورثاه الشعراء على مر القرون،
ومن ذلك ما قاله الشاعر عبد الله بن عوف بن الأحمر:

صحوت وودعت الصبا والغوانيا *** وقلت لأصحابي: أجيبوا المناديا

وقولـوا له إذ قـام يدعـو إلى *** قبيل الدعا: لبيك لبيك داعيـا

ألا وانع خيـر الناس جَدًّا ووالدا *** حسينًا لأهل الدين إن كنت ناعيا

ليبك حسينًا مرمل ذو خصاصة *** عديم وأيتـام تشكـي المواليـا

فأضحى حسيـن للرمـاح دريئة *** وغودر مسلوبًا لدى الطفّ ثاويا

ليبك حسينًا كلمـا ذرّ شـارق *** وعند غسوق الليل من كان باكيا

لحا الله قومًا أشخصوهم وغرروا *** فلم يـر يوم البأس منهم محاميـا

ولا موفيًا بالعهد إذ حَميَ الوغـى *** ولا زاجرًا عنه المضليـن ناهيـا

فيا ليتني إذ ذاك كنـت شهدتـه *** فضاربت عنه الشانئين الأعاديـا

ودافعت عنه ما استطعـت مجاهدا *** وأعملت سيفي فيهـم وسنانيـا

فيا أمة تاهت وضلت سفاهـة *** أنيبوا فأرضوا الواحـد المتعاليـا

ويُروى أن قاتله هو سنان بن أبي سنان النخعي، وأن خولي بن يزيد الأصبحي
هو الذي أجهز عليه واجتزّ رأسه. وقُتل مع الحسين سبعة عشر رجلاً من أهل
بيته، منهم إخوته الأربعة، رحمهم الله جميعًا.

ويروى أنه لما ورد رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية ومعه جماعة من أهل
البيت وجُلّهم من النساء، قال يزيد: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
فقالت سكينة بنت الحسين: يا يزيد، أبنات رسول الله سبايا؟ قال: يا ابنة
أخي، هو والله أشدُّ عليَّ منه عليك. وقال كلامًا يشتم فيه عبيد الله بن
زياد, ولعلَّ منه ما رواه يونس بن حبيب أن يزيد كان يقول: "وما عليَّ لو
احتملت الأذى وأنزلت الحسين معي، وحكّمته فيما يريد، وإن كان عليَّ في ذلك
وهن؛ حفظًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاية لحقه، لعن الله ابن
مرجانة -يعني عبيد الله- فإنه أحرجه واضطره، وقد كان سأل أن يخلي سبيله أن
يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني، فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور،
فأبى ذلك عليه وقتله، فأبغضني بقتله المسلمون، وزرع لي في قلوبهم العداوة",
ثم قال: رحم الله حسينًا، لَودِدت أن أُتيت به سِلمًا.

ثم أمر بالنساء فأدخلن على نسائه، وأمر آل أبي سفيان فأقمن المأتم على
الحسين ثلاثة أيام، ثم أمر بتجهيز نساء آل البيت وإعادتهن إلى المدينة
معزّزات.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم بأن ابنه وحبيبه سوف يقتل على
يد مسلمين، فقد روى أبو أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه: "لا تُبَكُّوا هذا" يعني حسينًا، فكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: "لا تدعي أحدًا يدخل", فجاء حسين فبكى، فخلته يدخل، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: إن أمتك ستقتله. قال: "يقتلونه وهم مؤمنون؟" قال: نعم، وأراه تربته[6].

وقد بقي هذا اليوم داميًا في قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لم ينسوه لأهل العراق الذين حضروا مصرع الحسين دون أن يدافعوا عنه؛ ففي
البخاري عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ
وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟
فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: انْظُرُوا إلى هَذَا يَسْأَلُنِي
عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا".

بين الحسين وعمر بن الخطاب
وأما عن
علاقته بعمر بن الخطاب وعمرو بن العاص ممن يظن بعضهم أنه كان بينهم ما
يسوء، فقد روى الإمام الذهبي أخبارًا عديدة أسانيدها صحيحة، تدل على مكانة
خاصة للحسين في قلب عمر رضي الله عنه، منها أنه قال له: "أي بُنَيّ، وهل
أنبت على رءوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم، ووضع يده على رأسه، وقال: أي بني!
لو جعلت تأتينا وتغشانا". وكان يفرض له خمسة آلاف مثل أبيهم رضي الله عنه.
وحين كسا أبناء الصحابة لم يجد ما يناسب الحسنين، فبعث إلى اليمن فأُتِي
بكسوة لهما، فقال: الآن طابت نفسي. وبينما عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في
ظل الكعبة إذ رأى الحسين، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.

اللهم إنا أحببنا الحسن والحسين وأمّهما وأباهما وعِترتهما الصالحة؛
لحبِّنا لنبيك صلى الله عليه وسلم، فاجعلنا يوم القيامة مع من أحببْنا.

اللهم صلِّ وسلم عليهم جميعًا، وصلِّ وسلّم على نبيك محمد خاصة، وعلى آله أجمعين وصحابته والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


كربلاء .. ومقتل الحسين N4hr_12972177602
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روميساء
المراقب العام
المراقب العام
روميساء


 دعاء  دعاء : كربلاء .. ومقتل الحسين 15781612
رقم العضوية : 240
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 356
تاريخ الميلاد : 01/03/1990
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 34
المزاج المزاج : الحمد لله تمااااااااااااام

كربلاء .. ومقتل الحسين Empty
مُساهمةموضوع: رد: كربلاء .. ومقتل الحسين   كربلاء .. ومقتل الحسين Emptyالثلاثاء يناير 21, 2014 3:53 pm

في ذكر الرحمن
كربلاء .. ومقتل الحسين Jo1jo.comc5e016ec8d
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روميساء
المراقب العام
المراقب العام
روميساء


 دعاء  دعاء : كربلاء .. ومقتل الحسين 15781612
رقم العضوية : 240
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 356
تاريخ الميلاد : 01/03/1990
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 34
المزاج المزاج : الحمد لله تمااااااااااااام

كربلاء .. ومقتل الحسين Empty
مُساهمةموضوع: رد: كربلاء .. ومقتل الحسين   كربلاء .. ومقتل الحسين Emptyالثلاثاء يناير 21, 2014 3:54 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كربلاء .. ومقتل الحسين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في ذكر الرحمن :: في ذكر الرحمن وسيرة نبينا العطرة :: ال البيت-
انتقل الى: