3 ـ علم الأخلاق :
وهناك فرع ثالث من فروع الدين ألا وهو الأخلاق، أي مكارم الأخلاق، الرحمة والعدل، والحب، والشوق، والإنصاف، وما إلى ذلك.
فالإسلام عقيدة وشريعة و أخلاق، والنبي عليه الصلاة والسلام قدوة لنا في الخلق، وهو المثل الأعلى لنا في التعامل، مع الأهل، مع الأولاد، مع الجيران، مع الأصحاب، مع الأعداء على مستوى فردي أو جماعي، هذا العلم اسمه أصول الفقه، يدرسه الطلاب في المعاهد العالية، في الجامعات، وفي الدراسات العليا، وقد قال بعض العلماء: علماء المسلمين أمام علماء الأصول عوام، لرفعة هذا العلم وعظمته، فبعلم الأصول أستنبط الحكم الشرعي، معي كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو القرآن، ومعي سنة صحيحة، قول قاله النبي عليه الصلاة والسلام، بعد دراسات طويلة، وتنقيح، وتجريح، وصل إلينا هذا الحديث من طرق صحيحة ومن سند صحيح، فأنا معي كتاب ومعي سنة، كيف أستنبط الحكم الشرعي من الكتاب والسنة؟ كيف أستنبطها؟ هذا هو علم أصول الفقه، لذلك يعد هذا العلم أصلاً في الدين، لأن الأحكام الشرعية مأخوذة من خلال قواعده، والحقيقة أن علم الأصول علم يحتاج إلى دقة فهم، وإلى يقظة عالية، وإلى تفرغ، والحقيقة أن البسيط يحتاج إلى جهد كبير، لو أن طالباً متخصصاً يحمل شهادات عليا في الشريعة، قرأ كتاباً في أصول الفقه لفهمه فهماً دقيقاً، أما حينما يحول درس الفقه إلى درس عام فلا بد من التبسيط، هو من أمتع العلوم على الإطلاق، لأن فيه تركيزًا عاليًا جداً، وفيه قواعد رائعة، من هذه القواعد مثلاً إذا فسد الأصل فسد الفرع، يسحب على هذه القاعدة آلاف الأحكام الفقهية، ولا أكتمكم أنه من أمتع العلوم الإسلامية على الإطلاق، لأن هذا العلم يعطيك ما يسميه العلماء بالفكر الفقهي، فكرة الفقه، وعلل الفقه، واستنباطات الفقه، وقياسات الفقه، واجتهادات الفقه.