إخوتى وأخواتى :
من المعروف أن هناك العديد من العلوم الإسلامية التى ابتكرها المسلمون منذ قرون عديدة حول الأحاديث النبوية الشريفة مثل : علم مصطلح الحديث وعلم الرجال وعلم التجريح والتعديل وغيرها من الفروع الأخرى التى تهدف كلها إلى تقديم صورة شاملة لكل ما يتعلق بالأحاديث النبوية الشريفة متنا وسندا وتحقيقا وتدقيقا ورواية ودراية .
وقد كان الدافع لعلماء المسلمين منذ العصر الأول للإسلام وراء الاهتمام بالأحاديث النبوية هو أن السُّنّة النبوية الشريفة تمثل الأصل الثانى للإسلام بعد القرآن الكريم كما جاء فى الحديث الشريف : " تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ، كتاب الله وسُنِّتى " (مستدرك الحاكم 1/93 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/24 ،110) .
وقد فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ما أمره الله به فجاءت سُنّتَه الشريفة المتمثلة فى أقوله وأفعاله وتقريراته بالنسبة للقرآن الكريم بمثابة تفصيل مُجْمله وبيان مُشْكَله وبسط مختصره .
من هذا المنطلق وجدتنى أقدم لكم هذ الموضوع كمقدمة لفهم الحديث ماهو وما تعريفه وما هى العلوم التى تتعلق به ، نفعنا الله وإياكم بما فيه ورزقنا العمل بكتاب الله العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم .
*********************************
تعريف علم الحديث:
هو علم يشتمل على أقوال النبى صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها ، ويُبْحَث فى هذا العلم عن رواية الأحاديث وضبطها ودراسة أسانيدها ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد ومعرفة شرحه ومعناه وما يُستنبط منه من فوائد.
تعريف الحديث:
الحديث لغة: ضد القديم، ويستعمل في اللغة أيضاً حقيقة في الخبر.قال في القاموس: الحديث: الجديد والخبر.
والحديث اصطلاحاً: هو كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل أو تقرير، أو وصف خِلقي أو خُلُقي.
والخبر عند علماء هذا الفن مرادف للحديث. فلا فرق إذن عند الجمهور بين الحديث والخبر.
فالتعريف المختار للحديث هو: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف خِلقي أو خُلُقي، أو أضيف إلى الصحابي أو التابعي .
تعريف السُّنة
السُّنّة لغة: السيرة والطريقة المعتادة، حسنةً كانت أو قبيحة.
وفي اصطلاح بعض العلماء: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، والأكثرون يرون أنها تشمل أيضاً ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي.
الفرق بين السنة والحديث شمول الوصف الخلقي.
أما الأثر: فيُسَمّى تعريفٌ بغامض أى التوضيح لشىء كان غامضا ، وهذا هو المعتمد، لأنه مأخوذ من أثرت الحديث إذا رويته.
فالحاصل: أن هذه العبارات الثلاثة: الحديث، الخبر، الأثر تطلق عند المحدثين بمعنى واحد هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً، أو فعلاً، أو تقريراً، أو صفة خِلقية أو خُلُقية، أو أضيف إلى الصحابي أو التابعي
.............يتابع
======================================