في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

خلق الإنسان من نطفة  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خلق الإنسان من نطفة  829894
ادارة المنتدي خلق الإنسان من نطفة  103798


marmoora
في ذكر الرحمن

منتدي في ذكر الرحمن

خلق الإنسان من نطفة  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خلق الإنسان من نطفة  829894
ادارة المنتدي خلق الإنسان من نطفة  103798


marmoora
في ذكر الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أنفآسنآ ترتآح بذكرھ ... فَ أذگروھ دآئمآ . . لآ إلہ آلإ الله محمد رسول ا̴̄للھ̵̵̵ . .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خلق الإنسان من نطفة

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
كمال حجاج
شخصيات هامة
شخصيات هامة
كمال حجاج


 دعاء  دعاء : خلق الإنسان من نطفة  15781612
رقم العضوية : 40
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 517
تاريخ الميلاد : 01/01/1967
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 57
الموقع : النيل الازرق كلية الهندسة
المزاج المزاج : نعمة من الله

خلق الإنسان من نطفة  Empty
مُساهمةموضوع: خلق الإنسان من نطفة    خلق الإنسان من نطفة  Emptyالجمعة أغسطس 24, 2012 9:41 pm

خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين
والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون
ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون
وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونو بالغيه إلا بشق الأنفس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : خلق الإنسان من نطفة  211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

خلق الإنسان من نطفة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلق الإنسان من نطفة    خلق الإنسان من نطفة  Emptyالسبت أغسطس 25, 2012 12:27 pm

اسباب النزول - أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي

قوله تعالى: { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} . [4].
نزلت الآية في أبيّ بن خَلَف الجُمَحِيّ حين جاء بِعَظْمٍ رَمِيمٍ إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أتُرَى الله يُحيِي هذا بعد
ما قد رمَّ؟
نظير هذه الآية قوله تعالى في سورة يس: { أَوَلَمْ يَرَ
ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ
مُّبِينٌ} إلى آخر السورة، نازلة في هذه القصة.

تفسير بن كثير

يخبر تعالى عن خلقه العالَم العلوي وهو السماوات، والعالَم السفلي وهو
الأرض بما حوت، وأن ذلك مخلوق بالحق لا للعبث بل { ليجزي الذين أساءوا بما
عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى} ، ثم نزه نفسه عن شرك من عبد معه غيره
وهو المستقل بالخلق وحده لا شريك له؛ فلهذا يستحق أن يعبد وحده لا شريك له،
ثم نبه على خلق جنس الإنسان { من نطفة} أي مهينة ضعيفة، فلما استقل ودرج
إذا هو يخاصم ربه تعالى ويكذبه ويحارب رسله، وهو إنما خلق ليكون عبدا لا
ضدا كقوله تعالى: { ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان
الكافر على ربه ظهيرا} . وقوله: { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة
فإذا هو خصيم مبين} . وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن بشر بن جحاش
قال: بصق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في كفه، ثم قال: (يقول اللّه
تعالى: ابن آدم! أنَّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك فعدلتك
مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت
أتصدق، وأنّى أوان الصدقة؟) ""رواه الإمام أحمد وابن ماجه في السنن"".

تفسير الجلالين

( خلق الإنسان من نطفة ) مَنِيّ إلى أن صيره قويا شديداً ( فإذا هو خصيم )
شديد الخصومة ( مبين ) بينها في نفي البعث قائلاً "" من يحيي العظام وهي
رميم "" .

تفسير الطبري

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله
تَعَالَى : { خَلَقَ الْإِنْسَان مِنْ نُطْفَة فَإِذَا هُوَ خَصِيم مُبِين }
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه عَلَيْكُمْ أَيْضًا أَيّهَا
النَّاس , أَنَّهُ خَلَقَ الْإِنْسَان مِنْ نُطْفَة , فَأَحْدَثَ مِنْ مَاء
مَهِين خَلْقًا عَجِيبًا , قَلَبَهُ تَارَات خَلْقًا بَعْد خَلْق فِي
ظُلُمَات ثَلَاث , ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى ضِيَاء الدُّنْيَا بَعْدَمَا
تَمَّ خَلْقه وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوح , فَغَذَّاهُ وَرَزَقَهُ الْقُوت
وَنَمَّاهُ , حَتَّى إِذَا اِسْتَوَى عَلَى سُوقه كَفَرَ بِنِعْمَةِ رَبّه
وَجَحَدَ مُدَبِّره وَعَبَدَ مَنْ لَا يَضُرّ وَلَا يَنْفَع وَخَاصَمَ
إِلَهه فَقَالَ { مَنْ يُحْيِي الْعِظَام وَهِيَ رَمِيم } 36 78 وَنَسِيَ
الَّذِي خَلَقَهُ فَسَوَّاهُ خَلْقًا سَوِيًّا مِنْ مَاء مَهِين .
وَيَعْنِي بِالْمُبِينِ : أَنَّهُ يُبِين عَنْ خُصُومَته بِمَنْطِقِهِ
وَيُجَادِل بِلِسَانِهِ , فَذَلِكَ إِبَانَته . وَعَنَى بِالْإِنْسَانِ :
جَمِيع النَّاس , أَخْرَجَ بِلَفْظِ الْوَاحِد وَهُوَ فِي مَعْنَى
الْجَمِيع . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { خَلَقَ الْإِنْسَان
مِنْ نُطْفَة فَإِذَا هُوَ خَصِيم مُبِين } يَقُول تَعَالَى ذِكْره :
وَمِنْ حُجَجه عَلَيْكُمْ أَيْضًا أَيّهَا النَّاس , أَنَّهُ خَلَقَ
الْإِنْسَان مِنْ نُطْفَة , فَأَحْدَثَ مِنْ مَاء مَهِين خَلْقًا عَجِيبًا ,
قَلَبَهُ تَارَات خَلْقًا بَعْد خَلْق فِي ظُلُمَات ثَلَاث , ثُمَّ
أَخْرَجَهُ إِلَى ضِيَاء الدُّنْيَا بَعْدَمَا تَمَّ خَلْقه وَنَفَخَ فِيهِ
الرُّوح , فَغَذَّاهُ وَرَزَقَهُ الْقُوت وَنَمَّاهُ , حَتَّى إِذَا
اِسْتَوَى عَلَى سُوقه كَفَرَ بِنِعْمَةِ رَبّه وَجَحَدَ مُدَبِّره
وَعَبَدَ مَنْ لَا يَضُرّ وَلَا يَنْفَع وَخَاصَمَ إِلَهه فَقَالَ { مَنْ
يُحْيِي الْعِظَام وَهِيَ رَمِيم } 36 78 وَنَسِيَ الَّذِي خَلَقَهُ
فَسَوَّاهُ خَلْقًا سَوِيًّا مِنْ مَاء مَهِين . وَيَعْنِي بِالْمُبِينِ :
أَنَّهُ يُبِين عَنْ خُصُومَته بِمَنْطِقِهِ وَيُجَادِل بِلِسَانِهِ ,
فَذَلِكَ إِبَانَته . وَعَنَى بِالْإِنْسَانِ : جَمِيع النَّاس , أَخْرَجَ
بِلَفْظِ الْوَاحِد وَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمِيع .'

تفسير القرطبي

قوله تعالى { خلق الإنسان من نطفة} لما ذكر الدليل على توحيده ذكر بعده
الإنسان ومناكدته وتعدي طوره. و { الإنسان} اسم للجنس. وروي أن المراد به
أبي بن خلف الجمحي، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم رميم فقال :
أترى يحيي الله هذا بعد ما قد رم. وفي هذا أيضا نزل { أولم ير الإنسان أنا
خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين} [يس : 77] أي خلق الإنسان من ماء يخرج
من بين الصلب والترائب، فنقله أطوارا إلى أن ولد ونشأ بحيث يخاصم في
الأمور. فمعنى الكلام التعجب من الإنسان { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه} [يس :
78] وقوله { فإذا هو خصيم} أي مخاصم، كالنسيب بمعنى المناسب. أي يخاصم الله
عز وجل في قدرته. و { مبين} أي ظاهر الخصومة. وقيل : يبين عن نفسه الخصومة
بالباطل. والمبين : هو المفصح عما في ضميره بمنطقه.

تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

والنطفة التي نجيء منها، وهي الحيوان المَنَويّ الذي يتزاوج مع البويضة الموجودة في رَحم المرأة فتنتج العلقة، وسبحانه القائل:
{ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن
مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ * فَجَعَلَ
مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ }
[القيامة: 36-39].

بل إن القَذْفة الواحدة من الرجل قد يوجد فيها من الأنسال ما يكفي خَلْق
الملايين؛ ولا يمكن للعين المُجرَّدة أنْ ترى الحيوان المنويّ الواحد نظراً
لِدقَّته المتناهية.

وهذه الدقَّة المُتناهية لا يمكن أنْ تُرى
إلا بالمجاهر المُكَّبرة، ومطمور في هذا الحيوان المنويّ كُل الخصائص التي
تتحد مع الخصائص المَطْمورة في بُويْضة المرأة ليتكوَّن الإنسان.


وقد صدق العقاد ـ يرحمه الله ـ حين قال: " إن نصف كستبان الخياطة لو مُلِيء
بالحيوانات المنوية لَوُلِد منه أنسال تتساوى مع تعداد البشر كلهم ".

وقد شاء الحق سبحانه ألا ينفُذَ إلى البويضة إلا الحيوانُ المنويّ القوي؛
لِيُؤكِّد لنا أن لا بقاءّ إلا للأصلح، فإنْ كان الحيوان المنويّ يحمل
الصفات الوراثية لميلاد أنثى جاء المولد أنثى؛ وإنْ كان يحمل الصفات
الوراثية لميلاد الذَّكَر جاء المولود ذكراً.

وأنت ترى مِثْل ذلك
في النبات؛ فأوَّل حبَّة قمح كانت مثل آدم كأول إنسان بالطريقة التي
نعرفها؛ وفي تلك الحبَّة الأولى أوجد الحق سبحانه مضمون كل حبوب القمح من
بعد ذلك، وإلى أنْ تقومَ الساعة، وتلك عظمةُ الحق سبحانه في الخَلْق.

وقد أوضح لنا الحق سبحانه في اكثر من موضع بالقرآن الكريم مراحل خَلْق الإنسان؛ فهو:
{ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ }
[السجدة: 8].

وهو من نطفة، ومن علقة، ثم مضغة مُخلَّقة وغير مُخلَّقة.

والحيوان المنويّ المُسمَّى " نُطْفة " هو الذي يحمل خصائص الأنوثة أو
الذكورة كما أثبت العلم الحديث، وليس للمرأة شَأْنٌ بهذا التحديد، وكأن في
ذلك إشارةً إلى مهمة المرأة كسكَنٍ؛ لأن البُويْضة تتلقَّى الحيوان المنويّ
وتحتضنه؛ ليكتمل النمو إلي أنْ يصير كائناً بشرياً:
{ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ }
[المؤمنون: 14].

وهو الحق سبحانه القائل:
{ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً }
[القيامة: 36-38].

والعلقة جاء اسمها من مهمتها، حيث تتعلق بجدار الرَّحمِ كما أثبت العِلْم المعاصر، يقول سبحانه:
{ فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً }
[المؤمنون: 14].

والمُضغْة هي الشيء المَمْضُوغ؛ ثم يَصِف سبحانه المضغة بأنها:
{ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ }
[الحج: 5].

ولقائل أن يتساءل: نحن نفهم أن المُضْغة المُخلَّقة فيها ما يمكن أن يصير عيناً أو ذراعاً؛ ولكن ماذا عن غير المُخلّقة؟

ونقول: إنها رصيد احتياطيّ لصيانة الجسم، فإذا كنتَ أيها المخلوق حين تقوم
ببناء بَيْت فأنت تشتري بعضاً من الأشياء الزائدة من الأدوات الصحية ـ على
سبيل المثال ـ تحسُّباً لما قد يطرأ من أحداث تحتاج فيها إلى قطع غيار؛
فما بالنا بالحق الذي خلق الإنسان؟

لقد جعل الله تلك المُضْغة غير
المُخلَّقة رصيداً لصيانة، أو تجديداً لما قد يطرأ على الإنسان من ظروف؛
وتكون زائدة في الجسم وكأنها مخزنٌ لقطع الغيار.والمثل هو الجروح التي تصيب
الإنسان، ثم يتركها ليعالجها الجسمُ بنفسه، نجدها تلتئم دون أنْ تتركَ
نَدْبة أو علامة، ذلك أنه قد تَمَّ علاجها من الصيدلية الداخلية التي
أودعها الحق سبحانه في الجسم نفسه.

والمفاجأة هي أن هذا الإنسانَ المخلوق لله:

{ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } [النحل: 4].

ويتمرَّد على خالقه، بل وينكر بعضٌ من الخَلْق أن هناك إلهاً؛ متجاهلين
أنهم بقوة الله فيهم يتجادلون. والخصيم هو الذي يُجادل ويُنكِر الحقائق؛
فإذا حُدِّث بشيء غيبي، يحاول أنْ يدحضَ معقوليته.

ويقول سبحانه في سورة يس:
{ أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }
[يس: 77].

وقد يكون من المقبول أن تكون خَصْماً لمساويك؛ ولكن من غير المقبول أن
تكون خصيماً لِمَنْ خلقك فسوَّاكَ فَعَدلك، وفي أيِّ صورة ما شاء رَكَّبك.

ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: { وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ.... }.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : خلق الإنسان من نطفة  211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

خلق الإنسان من نطفة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلق الإنسان من نطفة    خلق الإنسان من نطفة  Emptyالسبت أغسطس 25, 2012 12:29 pm

تفسير بن كثير

يمتن تعالى على عباده بما خلق لهم من الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم
وبما جعل لهم فيها من المصالح والمنافع من أصوافها وأوبارها وأشعارها
يلبسون ويفترشون، ومن ألبانها يشربون، ويأكلون من أولادها وما لهم فيها من
الجمال وهو الزينة، ولهذا قال: { ولكم فيها جمال حين تريحون} ، وهو وقت
رجوعها عشيا من المرعى، فإنها تكون أمده خواصر وأعظمه ضروعا وأعلاه أسنمة، {
وحين تسرحون} أي غدوة حين تبعثونها المرعى، { وتحمل أثقالكم} وهي الأحمال
الثقيلة التي تعجزون عن نقلها وحملها، { إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق
الأنفس} وذلك في الحج والعمرة والغزو والتجارة وما جرى مجرى ذلك،
تستعملونها في أنواع الاستعمال من ركوب وتحميل كقوله تعالى: { الله الذي
جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها
حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون} ، ولهذا قال ههنا بعد تعداد هذه
النعم: { إن ربكم لرؤوف رحيم} أي ربكم الذي قيض لكم هذه الأنعام وسخرها
لكم كقوله: { وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} ، وقال: { وجعل لكم
من الفلك والأنعام ما تركبون} ، قال ابن عباس: { لكم فيها دفء} أي ثياب، {
ومنافع} ما تنتفعون به من الأطعمة والأشربة، ومنافع نسل كل دابة. وقال
مجاهد: { لكم فيها دفء} أي لباس ينسج و { منافع} مركبٌ ولحم ولبن. وقال
قتادة: دفء ومنافع يقول: لكم فيها لباس ومنفعة وبُلغة، وكذا قال غير واحد
من المفسرين بألفاظ متقاربة.

تفسير الجلالين

{ والأنعام }
الإبل والبقر والغنم، ونصبه بفعل مقدر يفسره { خلقها لكم } من جملة الناس {
فيها دفءٌ } ما تستدفئون به من الأكسية والأردية من أشعارها وأصوافها {
ومنافع } من النسل والدرّ والركوب { ومنها تأكلون } قدم الظرف للفاصلة .

تفسير الطبري

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا
لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } يَقُول تَعَالَى
ذِكْره : وَمِنْ حُجَجه عَلَيْكُمْ أَيّهَا النَّاس مَا خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
الْأَنْعَام , فَسَخَّرَهَا لَكُمْ , وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَصْوَافهَا
وَأَوْبَارهَا وَأَشْعَارهَا مَلَابِس تَدْفَئُونَ بِهَا وَمَنَافِع مِنْ
أَلْبَانهَا وَظُهُورهَا تَرْكَبُونَهَا . { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }
يَقُول : وَمِنْ الْأَنْعَام مَا تَأْكُلُونَ لَحْمه كَالْإِبِلِ
وَالْبَقَر وَالْغَنَم وَسَائِر مَا يُؤْكَل لَحْمه . وَحُذِفَتْ " مَا "
مِنْ الْكَلَام لِدَلَالَةِ مِنْ عَلَيْهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا
فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16206 -
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , وَعَلِيّ بْن دَاوُدَ , قَالَ : الْمُثَنَّى
أَخْبَرَنَا , وَقَالَ اِبْن دَاوُدَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح ,
قَالَهُ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : {
وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء } يَقُول : الثِّيَاب .
16207 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني
عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله .
{ وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع وَمِنْهَا
تَأْكُلُونَ } يَعْنِي بِالدِّفْءِ : الثِّيَاب , وَالْمَنَافِع : مَا
يَنْتَفِعُونَ بِهِ مِنْ الْأَطْعِمَة وَالْأَشْرِبَة . 16208 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ;
وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء ;
وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا
عَبْد اللَّه , عَنْ وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ
مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى : { لَكُمْ فِيهَا دِفْء } قَالَ :
لِبَاس يُنْسَج , وَمِنْهَا مَرْكَب وَلَبَن لَحْم . * حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ
اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { لَكُمْ فِيهَا دِفْء } لِبَاس
يُنْسَج وَمَنَافِع , مَرْكَب وَلَحْم وَلَبَن . * حَدَّثَنَا الْقَاسِم ,
قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ
مُجَاهِد , مِثْله . 16209 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ
سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { لَكُمْ فِيهَا
دِفْء وَمَنَافِع } قَالَ : نَسْل كُلّ دَابَّة . * حَدَّثَنَا أَحْمَد ,
قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا إِسْرَائِيل بِإِسْنَادِهِ , عَنْ
اِبْن عَبَّاس , مِثْله . 16210 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد ,
قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا
لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع } يَقُول : لَكُمْ فِيهَا لِبَاس
وَمَنْفَعَة وَبُلْغَة . 16211 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا
جَرِير , عَنْ مَنْصُور , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : { وَالْأَنْعَام
خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع , وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } قَالَ
: هُوَ مَنَافِع وَمَآكِل . 16212 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ :
أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : {
وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع } قَالَ : دِفْء
اللُّحُف الَّتِي جَعَلَهَا اللَّه مِنْهَا . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع ,
قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن بَكْر , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : بَلَغَنِي ,
عَنْ مُجَاهِد : { وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء
وَمَنَافِع } قَالَ : نِتَاجهَا وَرُكُوبهَا وَأَلْبَانهَا وَلُحُومهَا .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ
فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره :
وَمِنْ حُجَجه عَلَيْكُمْ أَيّهَا النَّاس مَا خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
الْأَنْعَام , فَسَخَّرَهَا لَكُمْ , وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَصْوَافهَا
وَأَوْبَارهَا وَأَشْعَارهَا مَلَابِس تَدْفَئُونَ بِهَا وَمَنَافِع مِنْ
أَلْبَانهَا وَظُهُورهَا تَرْكَبُونَهَا . { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }
يَقُول : وَمِنْ الْأَنْعَام مَا تَأْكُلُونَ لَحْمه كَالْإِبِلِ
وَالْبَقَر وَالْغَنَم وَسَائِر مَا يُؤْكَل لَحْمه . وَحُذِفَتْ " مَا "
مِنْ الْكَلَام لِدَلَالَةِ مِنْ عَلَيْهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا
فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16206 -
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , وَعَلِيّ بْن دَاوُدَ , قَالَ : الْمُثَنَّى
أَخْبَرَنَا , وَقَالَ اِبْن دَاوُدَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح ,
قَالَهُ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : {
وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء } يَقُول : الثِّيَاب .
16207 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني
عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله .
{ وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع وَمِنْهَا
تَأْكُلُونَ } يَعْنِي بِالدِّفْءِ : الثِّيَاب , وَالْمَنَافِع : مَا
يَنْتَفِعُونَ بِهِ مِنْ الْأَطْعِمَة وَالْأَشْرِبَة . 16208 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ;
وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء ;
وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا
عَبْد اللَّه , عَنْ وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ
مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى : { لَكُمْ فِيهَا دِفْء } قَالَ :
لِبَاس يُنْسَج , وَمِنْهَا مَرْكَب وَلَبَن لَحْم . * حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ
اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { لَكُمْ فِيهَا دِفْء } لِبَاس
يُنْسَج وَمَنَافِع , مَرْكَب وَلَحْم وَلَبَن . * حَدَّثَنَا الْقَاسِم ,
قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ
مُجَاهِد , مِثْله . 16209 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ
سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { لَكُمْ فِيهَا
دِفْء وَمَنَافِع } قَالَ : نَسْل كُلّ دَابَّة . * حَدَّثَنَا أَحْمَد ,
قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا إِسْرَائِيل بِإِسْنَادِهِ , عَنْ
اِبْن عَبَّاس , مِثْله . 16210 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد ,
قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا
لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع } يَقُول : لَكُمْ فِيهَا لِبَاس
وَمَنْفَعَة وَبُلْغَة . 16211 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا
جَرِير , عَنْ مَنْصُور , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : { وَالْأَنْعَام
خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع , وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } قَالَ
: هُوَ مَنَافِع وَمَآكِل . 16212 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ :
أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : {
وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَافِع } قَالَ : دِفْء
اللُّحُف الَّتِي جَعَلَهَا اللَّه مِنْهَا . * حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع ,
قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن بَكْر , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : بَلَغَنِي ,
عَنْ مُجَاهِد : { وَالْأَنْعَام خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء
وَمَنَافِع } قَالَ : نِتَاجهَا وَرُكُوبهَا وَأَلْبَانهَا وَلُحُومهَا . '

تفسير القرطبي

فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى { والأنعام خلقها لكم} لما ذكر
الإنسان ذكر ما منّ به عليه. والأنعام : الإبل والبقر والغنم. وأكثر ما
يقال : نعم وأنعام للإبل، ويقال للمجموع ولا يقال للغنم مفردة. قال حسان :
عفت ذات الأصابع فالجِواء ** إلى عذراء منزلها خلاء ديار من بني الحسحاس
قفر ** تُعفِّيها الروامس والسماء وكانت لا يزال بها أنيس ** خلال مروجها
نَعَم وشَاء فالنعم هنا الإبل خاصة. وقال الجوهري : والنعم واحد الأنعام
وهي المال الراعية، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. قال الفراء : هو ذكر
لا يؤنث، يقولون : هذا نعم وارد، ويجمع على نعمان مثل حمل وحملان.
والأنعام تذكر وتؤنث؛ قال الله تعالى { مما في بطونه} [النحل : 66]. وفي
موضع { مما في بطونها} [المؤمنون : 21]. وانتصب الأنعام عطفا على الإنسان،
أو بفعل مقتدر، وهو أوجه. الثانية: قوله تعالى { دفء} الدفء : السخانة، وهو
ما استدفئ به من أصوافها وأوبارها وأشعارها، ملابس ولحف وقطف. وروي عن ابن
عباس : دفؤها نسلها؛ والله أعلم قال الجوهري في الصحاح : الدفء نتاج الإبل
وألبانها وما ينتفع به منها؛ قال الله تعالى { لكم فيها دفء} . وفي الحديث
(لنا من دفئهم ما سلموا بالميثاق). والدفء أيضا السخونة، تقول منه : دفئ
الرجل دفاءة مثل كره كراهة. وكذلك دفئ دفأ مثل ظمئ ظمأ. والاسم الدفء
بالكسر وهو الشيء الذي يدفئك، والجمع الأدفاء. تقول : ما عليه دفء؛ لأنه
اسم. ولا تقول : ما عليك دفاءة؛ لأنه مصدر. وتقول : اقعد في دفء هذا الحائط
أي ركنه. ورجل دفئ على فعل إذا لبس ما يدفئه. وكذلك رجل دفآن وامرأة دفأى.
وقد أدفأه الثوب وتدفأ هو بالثوب واستدفأ به، وأدفأ به وهو افتعل؛ أي ما
لبس ما يدفئه. ودفؤت ليلتنا، ويوم دفيء على فعيل وليلة دفيئة، وكذلك الثوب
والبيت. والمدفئة الإبل الكثيرة؛ لأن بعضها يدفئ بعضا بأنفاسها، وقد يشدد.
والمدفأة الإبل الكثيرة الأوبار والشحوم؛ عن الأصمعي. وأنشد الشماخ : وكيف
يضيع صاحب مدفآت ** على أثباجهن من الصقيع قوله تعالى { ومنافع} قال ابن
عباس : المنافع نسل كل دابة. مجاهد : الركوب والحمل والألبان واللحوم
والسمن. { ومنها تأكلون} أفرد منفعة الأكل بالذكر لأنها معظم المنافع. وقيل
: المعنى ومن لحومها تأكلون عند الذبح. الثالثة: دلت هذه الآية على لباس
الصوف، وقد لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله كموسى وغيره.
وفي حديث المغيرة : فغسل وجهه وعليه جبة من صوف شامية ضيقة الكمين...
الحديث، خرجه مسلم وغيره. قال ابن العربي : وهو شعار المتقين ولباس
الصالحين وشارة الصحابة والتابعين، واختيار الزهاد والعارفين، وهو يلبس
لينا وخشنا وجيدا ومقاربا ورديئا، وإليه نسب جماعة من الناس الصوفية؛ لأنه
لباسهم في الغالب، فالياء للنسب والهاء للتأنيث. وقد انشدني بعض أشياخهم
بالبيت المقدس طهره الله : تشاجر الناس في الصوفي واختلفوا ** فيه وظنوه
مشتقا من الصوف ولست أنحل هذا الاسم غير فتى ** صافَى فصُوفِي حتى سمي
الصوفي

تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

والدِّفْءُ هو
الحرارة للمبرود، تماماً مثلما نعطي المحرور برودة، وهذا ما يفعله تكييف
الهواء في المنازل الحديثة. نجد الحق سبحانه هنا قد تكلَّم عن الدفء ولم
يتكلم عن البرد، ذلك أن المقابل معلوم، وهو في آية أخرى يقول:
{ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ... }
[النحل: 81].

وهذا ما يحدث عندما نسير في الشمس الحارة؛ فنضع مِظلة فوق رؤوسنا لتقينا
حرارة الشمس الزاعقة الشديدة. ونحن في الشتاء نلبس قلنسوة أي: نلفّ شيئاً
حول رؤوسنا، وهكذا نعلم أن اللباس يفعل الشيء ومقابله، بشرط أن يختار
الإنسانُ اللباسَ المناسب للجوِّ المناسب.

وفي الأنعام منافع
كثيرة؛ فنحن نشرب لبنها، ونصنع منه الجُبْن والسمن؛ ونجزّ الصوف لنغزل
وننسج منه ملابس صوفية، وتحمل الأثقال، ونستفيد من ذريتها؛ وكذلك نأكل
لحومها.

ونحن نعلم أن الأنعام قد جاء تفصيلها في موقع آخر حين قال الحق سبحانه:
{ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ... }
[الأنعام: 143].

وهي الضَّأن والمَعْز والإبل والبقر.

ونعلم أن الدِّفْءَ يأتي من الصُّوف والوَبَر والشَّعْر، ومَنْ يلاحظ شعر
المَعْز يجد كل شَعْرة بمفردها؛ لكن الوبر الذي نجزه من الجمل يكون
مُلبداً؛ وهذا دليل على دِقّة فَتْلته، أما الصوف فكل شعرة منه أنبوبة
أسطوانية قَلْبُها فارغ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
في ذكر الرحمن
المدير العام
المدير العام
في ذكر الرحمن


 دعاء  دعاء : خلق الإنسان من نطفة  211017
رقم العضوية : واحد
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3006
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
الموقع : شبكة منتديات في ذكر الرحمن
المزاج المزاج : الحمد لله

خلق الإنسان من نطفة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلق الإنسان من نطفة    خلق الإنسان من نطفة  Emptyالسبت أغسطس 25, 2012 12:35 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://marmoora.yoo7.com
محمد أبو عبدالرحمن

محمد أبو عبدالرحمن


 دعاء  دعاء : خلق الإنسان من نطفة  15781612
رقم العضوية : 255
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2
تاريخ الميلاد : 12/04/1988
تاريخ التسجيل : 25/08/2012
العمر : 36

خلق الإنسان من نطفة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلق الإنسان من نطفة    خلق الإنسان من نطفة  Emptyالسبت أغسطس 25, 2012 11:21 pm

جزاكم الله خيرا على هذا الطرح الطيب .... أسأل الله العظيم أن ينفع بكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روميساء
المراقب العام
المراقب العام
روميساء


 دعاء  دعاء : خلق الإنسان من نطفة  15781612
رقم العضوية : 240
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 356
تاريخ الميلاد : 01/03/1990
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 34
المزاج المزاج : الحمد لله تمااااااااااااام

خلق الإنسان من نطفة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلق الإنسان من نطفة    خلق الإنسان من نطفة  Emptyالثلاثاء أغسطس 28, 2012 12:32 pm

خلق الإنسان من نطفة  15510
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dr.ahmed
مشرف منتدي القران الكريم
مشرف منتدي القران الكريم
dr.ahmed


 دعاء  دعاء : خلق الإنسان من نطفة  15781612
رقم العضوية : 21
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 238
تاريخ الميلاد : 30/12/1967
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
العمر : 56

خلق الإنسان من نطفة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلق الإنسان من نطفة    خلق الإنسان من نطفة  Emptyالسبت سبتمبر 22, 2012 7:08 pm

خلق الإنسان من نطفة  11226762152088505039خلق الإنسان من نطفة  User9999kk
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خلق الإنسان من نطفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معجزة خلق الإنسان ( فيديو مصور لمراحل خلق الإنسان روعة )
» متى يسعد الإنسان؟
» آيات الله في الإنسان
» . بل الإنسان على نفسه بصيرة ..*..
» الله عز وجل ضرب قوم عاد مثلاً على الإنسان أن يتعظ منه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في ذكر الرحمن :: في ذكر الرحمن للقرأن الكريم وعلومه :: كل ما يخص القران الكريم-
انتقل الى: