حكم التسمية بـ برحمة أو آية أو فرقان أو همة أو بيان أو تقى أو مؤيد بالله
السؤال: ما حكم التسمي بهذه الأسماء – تفاؤلا بها - : رحمة ، آية ، فرقان ، همة ، بيان ، تقى ، مؤيد بالله
.
الجواب : الحمد لله
أولا
:
أما اسم " رحمة " فمن الأسماء الطيبة المباركة ، يرجى لحامله أن يكون رحمة
على والديه وأسرته وأمته ، وأن ينال بذلك رحمة الله عز وجل ، ولذلك نص بعض
أهل العلم على اختيار التسمي به ، كما في " تسمية المولود " للعلامة بكر
أبو زيد رحمه الله (ص/31
).
ثانيا
:
أما اسم " آية " فلا حرج فيه أيضا ، ولا شك أن جميع مخلوقات الله هي من آياته الدالة على عظمته وقدرته عز وجل
.
ثالثا
:
وأما اسم " فرقان " فمكروه ، لأنه اسم سورة من سور القرآن ، وقد كره العلماء التسمي بأسماء القرآن وسوره
.
يقول ابن القيم رحمه الله
:
"
ومما يمنع منه : التسمية بأسماء القرآن وسُوَرِه ، مثل : طه ، ويس ، وحم " انتهى.
"
تحفة المودود " (ص/127)
رابعا
:
يجوز التسمي بـ " هِمَّة " ولا حرج ، ومعناه صحيح مقبول ، يبعث في النفس القوة والرغبة في بلوغ المعالي
.
خامسا
:
وأما اسم " بيان " فقد اختلفت فيه فتاوى أهل العلم المعاصرين على قولين
:
القول الأول : الكراهة
.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
:
"
أما " بيان " فلا أرى أن يسمى به ، وكذلك " إيمان " ؛ لأن فيه شيئاً من التزكية ، و " أبرار " كذلك " انتهى.
"
لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/16، سؤال رقم/26)
ويقول أيضا رحمه الله
:
" "
بيان " نقول : لا تُسَمِّ به ؛ لأن " بيان " من أسماء القرآن ، وهذه المرأة
ليست بياناً ، قد لا تكون مبيِّنة فضلاً عن كونها بياناً " انتهى.
"
لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/67، سؤال رقم/
وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله السؤال الآتي
:
أحد الأخوان رزق بمولودة أسماها ( بيان ) ما الحكم في ذلك ، علما بأن عمر المولودة أكثر من سنة ، وقد سجلت في الأوراق الرسمية؟
فأجاب
:
أرى تغيير هذا الاسم ؛ حيث ذكر بعض المشايخ أنه لا يجوز ، وذلك لأنه اسم أو
وصف للقرآن ، والأولى تغييره ولو بعد مضي سنة أو أكثر . والله أعلم "
انتهى
.
نقلا عن موقع الشيخ رحمه الله
:
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=67&page=3778 القول الثاني : الجواز .
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
" كثُر السؤال في عصرنا عن حكم تسمية المولود باسم " بيان " ، فمانع منه
بعضهم ؛ لأنه من أسماء القرآن الكريم ، ويمتنع تسمية الآدميين بأسماء كلام
الله المنزل على عبده ونبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
وأفتيت من سألني بجواز تسمية المولود باسم : " بيان " وهو من الأسماء
المشتركة بين الذكور والإناث مثل : " أسماء " و " خارجة " وغيرهما ؛ لأن
هذا اللفظ : " بيان " ليس من أسماء القرآن الكريم ، وإنما هو وصف من أوصافه
العظيمة ، مثل : " هدى ".
ومن لطيف ما يستحضر أن عصرينا الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي المتوفى سنة
1410 هـ - رحمة الله تعالى - ألف كتاباً حافلاً في جزئين سماه : " الهدى
والبيان في أسماء القرآن " فلو كانا اسمين للقرآن ؛ لما سمَّى كتابه بهما ،
لكنهما من الأوصاف لا من الأسماء .
ولا يؤثِّر على الجواز : أن أول من تكلَّم بالقدر في البصرة : بيان بن
سمعان ، فكم في الرواة من اسمه : " بيان " ، ولم نسمع في التحاشي منه بخبر ،
وانظر : " التقريب " للحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى- ففيه مَن اسمه "
بيان " والله أعلم " انتهى.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/627)
ولعل القول بالجواز أقرب ، لأنه الأصل ، ما لم يدل دليل على المنع منه ،
وإن كان في الأسماء الطيبة المتفق عليها ما يغني عنه ، لا سيما في ابتداء
التسمية ، فلا حاجة إلى أن يدخل نفسه في أمر يختلف أهل العلم في جوازه
والمنع منه ، ما دامت له مندوحة عن ذلك .
سادسا :
وأما اسم " تقى "، و " المؤيد بالله " فيكره التسمي بها ، لما فيها من
التزكية ، وقد سبق بيان كراهة التسمي بالأسماء التي يغلب فيها ملحظ التزكية
، وذلك في جواب السؤال رقم :
(101401) ،
(117474)وانظر جواب السؤال رقم :
(1692) ،
(7180)والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
__________________
قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.