إخوتى وأخواتى
إن مُدارسة القرآن الكريم وعلومه من أشرف مايجب على المسلم أن يتعلمه ، لذا فقد فكرن أن أقدم إلى حضراتكم مقدمة موجزة فى علوم القرآن بدأت حلقاتها أمس بإلقاء بعض الضوء على القرآن الكريم موضحا تعريفه وأسماؤه وصفاته ، ونحن نعرف أن القرآن قد نزل به الروح الأمين وحيا على خير البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فما هو الوحى وكيف يوحى الله تعالى إلى رسله ، وكيف نزل جبريل عليه السلام بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وما هى آثار هذا الوحى على النبى صلوات ربى وسلامه عليه ...؟
هذا ما سأحاول تقديمه بايجاز فى موضوعين متتالين حتى لايمل القارىء عند قرائته والله ولى التوفيق .
=====================================
الوحى :
===
يُعْرَف الوحى لغة بأنه : الإعلام في خفاء بسرعة ، تقول: أوحيت إلى فلان إذا كلمته في خفاء .
ومن معناه اللغوى
الإلهام الفطري للإنسان ، كالوحي إلى أم موسى ، قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ}[اقصص:7]
الإلهام الغريزي للحيوان ، كالوحي إلى النَّحل ، قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل: 68].
الإشارة السريعة على سبيل الرمز والإيحاء ، قال تعالى عن زكريا: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 11].
وسوسة الشيطان وتزيينه الشرَّ في نفس الإنسان ، قال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [ الأنعام: 121].
أمر الله إلى الملائكة في قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [ الأنفال: 12].
ويُعرَف شرعا ً: بأنه كلام الله المُنزَّل على نبي من أنبيائه بطريقة خفية سريعة ، غير معتادة للبشر.
كيفية وحي الله إلى رسله
<BLOCKQUOTE style="MARGIN-LEFT: 0px" dir=rtl>
-1- مثل الرؤيا الصالحة في المنام ، عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدىء به صلّى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. (فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، جزء رقم : 3 ).
-2- التكليم الإلهي من وراء حجاب يقظة ، قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164].
-3- التكليم ليلة الإسراء والمعراج مباشرةً بلا واسطة [ فتح الباري 1/19].
</BLOCKQUOTE>
الدليل للحالة (1) و (2) ، قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى: 51].
======================================