بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا
لنقرا ونعمل
قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهديّنهم سبلنا} العنكبوت 69.
علق
سبحانه الهداية بالجهاد, فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا, وأفرض الجهاد
جهاد النفس, وجهاد الهوى, وجهاد الشيطان, وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه
الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة الى جنته, ومن ترك الجهاد فاته
من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
قال الجنيد:
والذين
جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الاخلاص, ولا يتمكن من جهاد
عدوه في الظاهر الا من جاهد هذه الأعداء باطنا, فمن نصر عليها نصر على
عدوه, ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه.
من كتاب الفوائد لابن القيم
الصلاة غذاء مستمر لعقيدة الإيمان بالله فى قلبه من الدنيا ، الشيطان ،
النفس والهوى ، وعلى ذلك فإن حدود معرفتنا بالشيطان لا تبدأ مع بداية
الإسلام فحسب وانما حذر منه جميع الأنبياء والمرسلين منذ بدء خلق آدم عليه
السلام والى اليوم المعلوم ، انظر الى النبي يعقوب عليه السلام يحذر ابنه
يوسف عليه السلام من الشيطان ( قال يا بنى لا تقصص رؤياك على أخوتك
فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) يوسف .
مداخل الشيطان : الأمر بالسوء - النسيان والاستحواذ - النزعات - التخويف
بالفقر - فلا تخافوهم - الامانى الكاذبة - الاستهواء - الايحاء بالمجادلة -
تحريم ما أحل الله - غرس اليأس - الاستفزاز - المشاركة - تفكيك الاسرة -
الغضب - الانهماك بالمزاح - النجوى - ظن السوء - الغيبة - تصيد العيوب -
تزيين الشيطان الاصغر - تزيين الشيطان الأكبر - وذلك أضعف الأيمان .
أعمال الشيطان :الطعن - والميسر والانصاب والازلام و الخمر ( الخمر هو ستر
العقل) - بول الشيطان - الأدبار - اتباع الغاوين - السرقة - الانتشار فى
بداية الليل . قال السلف ان المؤمن يفضى شيطانه كما يفضى الرجل بعيره
بالسفر اذا اعترضه صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة فشيطانه
في عذاب شديد .. أما شيطان الفاجر فهو معه فى راحة ودعة
لا يأمر الشيطان بالمعصية مرة واحدة .. بل بالتدريج .. فتارة يؤخر الصلاة
ثم يستمر فى تدريجه حتى ينقطع عنها .. وفى نفس الوقت يعطيه الخيال انه
انسان تقى وصالح وان قلبه عامر بالايمان .. بينما من يتحدث بداخله لهو
الشيطان ..
تزيين الشيطان الصغير : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (حفت الجنة
بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) أىالوصول الى الجنة بارتكاب المشقات التى
يعبر عنها بالمكروهات والوصول الى النار بتعاطى الشهوات .. وهما محجوبتان
فمن هتك الحجاب اقتحم .. والشهوات هى الزينة التى يستخدمها ابليس ليصطاد
بنى آدم ليهتكوا ذلك الحجاب فيقعون فى النار .. وأكبر من زين له سوء علمه
هو (فرعون) فزين له الشيطان سوء عمله - القرآن يرطب اللسان - والايمان
يرطب القلب ..القاسية قلوبهم .. فهى كالحجارة أو أشد قسوة .. مداخل أبليس :
سورة الحجر 39 لأزينن لهم الارض ولأغوينهم أجمعين (تزيين + غوايه ) -
يتولى تزيين أو تزييف الحقيقة بقصد تحويل القبيح الى جميل وغوايتهم
بالاغواء عن الحق ابليس
1) التكبر - البطر
2) العجلة والغضب خفة وطيش وحدة واضراب
تزيين الشيطان الكبير : (البقرة - 74) ولقد ارسلنا الى أمم من قبلك
فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون الامم التى يزين لها الشيطان
أعمالها لا تحب أن يماط اللثام عن وجه الحقيقة والواقع الذى هم فيه فهى
تعتقد ان هذا الصواب وغيره هو الباطل ولا تريد أحد أن يكشف خطأ هذا
الاعتقاد وذلك لأن قلوبهم فسدت. ومن سنة الله ان يغشي عباده بالخوف
والبلاء والشدائد والامراض والجوع والاوضاع لكى يرجعوا ويستغفروا .. كتاب
سيد قطب ( أمريكا التى رأيت ) الشيطان من نار (سلك الكهرباء) - يبدأ
الايمان بسيط مثل القش ثم يتخذ حالة الصلابة . قال (صلى الله عليه وسلم)
الشيطان جاسم على قلب ابن آدم - اذا ذكر الله تعالى خنس واذا غفل وسوس..
اذا صب فى القنديل ماء ثم صب عليه زيت .. صعد الزيت فوق الماء فيقول الماء :
الماء : أنا ربيت شجرتك فأين الادب ؟ لم ترتفع علي ؟
الزيت : انت فى رضراض الانهار - تجرى على السلامة .. بينما انا صبرت على العصر وطحن الرحا وبالصبر يرتفع القدر .
الماء : ألا انى الاصل ؟
الزيت : استر عيبك فانك لو اقتربت من المصباح انظفأ فبالمجاهدة وحدها ترتفع الاقدار .
الاخلاص كلمة اقترنت بالاستثناء ، الا من يخلص لله ، الا عبادك المخلصين ،، والاخلاص هو الدرع الواقى لهجمات ابليس .
سورة الشيطان : الشيطان والوعود لئن أخرتنى الى يوم القيامة والوعود /96 من
يهد الله فهو المهتد . اتباع الشيطان اتباع الهوى - اتباع الظن - اتباع
سبيل المفسدين - اتباع الشهوات - اتباع السبل - اتباع الاباء - اتباع
المتشابه (آل عمران ، وأخر متشابهات)
( جهاد الشيطان ) :
- جهاد لدفع ما يلقى الى العبد من شبهات وشكوك فى الإيمان وهو جهاد يأتى بعده اليقين .
- جهاد لدفع ما يلقى إليه من إرادات وهفوات وهو جهاد بعد الصبر
* أن أمامه الدين درجة عالية لا تنال إلا بالصبر واليقين ، فالصبر يدفع الشبهات والارادات ، واليقين يدفع السلوك والشبهات .
كيف العلاج من الشيطان :
( الاستعاذة بالله من الشيطان ) ( قراءة المعوذتين ) ( قراءة آية الكرسي )
( قراءة خاتمة سورة البقرة ) ( غض البصر ) ( إمساك فضول الكلام ) ( تنقية
الاستماع ) ( التمرس على الصيام ) ( التعفف عن الزنى بالزواج ) ( العمل
على تقوية روابط الأسرة ) ( القول الحسن ) ( الابتسامة فى وجه أخيك ) (
الإنفاق فى أغراض البر والخير ) ( المداومة على الذكر ) (الجهاد على النفس
والدنيا والشيطان والهوى ) ( الالتزام بروح الجماعة ) ( المحاسبة للنفس) (
معرفة الدنيا على حقيقتها ) ( الإخلاص ) ( إتباع السنة ) .
نتيجة إتباع الشيطان :
الخسران - الضلالة - الهداية إلى السعير - الندم - الوعد الباطل .
لا جدوى للندم :
اناس يتشدقون بالرزائل ، يحاربون الله ورسوله ، يسرقون أموال الناس ،
ينشرون الباطل ، دعهم يلههم الأمل ، دعهم يعملوا ما يشاءون فإنهم محشورون
حول جهنم هم وشياطينهم ، تخيل معى هول هذا المنظر جموع كبيرة من البشر
والجن مختلفة ألوانهم واشكالهم ، عمالقة وأقزام ، ملايين الملايين من
الأولين والآخرين يجرون حفاة ، عراه الأجسام ، شاحبي الوجوه صما بكما عميا .
رباه .. كيف سيجرى هذا الأبكم وهذا الأعمى وهذا الأصم وسط هذه الجموع ،
وفئة أخرى يزحفون على وجوههم كلهم يجرون وأبصارهم خاشعة يلعن بعضهم بعضا ،
يجرون كالبهائم ، ثم يجمعهم الله فى آخر هذا الطريق الذي لم يتهيأو
لنهايته المؤلمة ، تدعهم الملائكة دعا ، يحضرون منكسي الرؤوس مع شياطينهم
من الإنس والجن جاثين على ركبهم حول جهنم تقررهم الملائكة بذنوبهم وجرأتهم
على أنفسهم وعلى الناس ( ألم يأتكم نذير ؟ ) ثم يسحبون من نواصيهم وأقدامهم
ويرمون من مكان ضيق مقرنين بالسلاسل هذه نهاية الطريق وهذا هو الجزاء
الآخر .
(فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ) ( وحينئذ يتذكر
الإنسان وأنى له الذكرى يقول ليتني قدمت لحياتي ) ويندم ندما شديدا على
مرافقة ذلك القرين ويتمنى أن لو كان بينه وبين قرينه بعد المشرقين ولكن
هيهات هيهات . ( حتى إذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس
القرين ) ، وفجأة على غير انتظار يفيقون كما يفيق المخمور يفتحون أعينهم ،
فينظر الواحد منهم الى قرين السوء الذى زين له الضلال وقاده الى الهلاك وهو
يلوح له بالسلامة وتسدل الستار على خلود الجميع فى السعير. ( ولن ينفعكم
اليوم إذ ظننتم أنكم فى العذاب مشتركون ) فالعذاب كامل لا تخففه الشراكة
ولا يتقاسمه الشركاء ، يوم يعض الظالم على يديه حتى يقضمها لا يدرى ما يفعل
هل ينظر الى الحقائق التى تتحرك أمام عينيه أم يبكى لكى يهون على نفسه ما
فائدة الندم أمام عذاب خالد ينتظره أمام ألسنه النار المتشوقة لالتهام هذه
الأجساد التى أطاعت الشيطان وهل يجدي البكاء شيئا وهل يجدي الندم .