تكمن أهميّة وجبة الإفطار في
دورها الهام في زيادة معدّل التمثيل الغذائي وإمداد الجسم بالطاقة على مدار
اليوم، حيث يعتبر الإفطار وسيلة فعالة في المحافظة على الرشاقة، وتشير
الدراسات إلى أنّ الذين يهملون في تناول وجبة الإفطار يشتكون من زيادة
الوزن أكثر من غيرهم من الذين ينتظمون في تناول وجبة الإفطار بشكل يومي.
الإفطار وقود ليوم حافليبقى
الجسم والدماغ بلا طعام طوال فترة النوم والتي تتراوح بين 8 ساعات للكبار
و12 ساعة للصغار، وكما تحتاج السيارة إلى وقود التشغيل، يحتاج الجسم
والدماغ في الصباح إلى الطعام ليتسنى لهما العمل بكفاءة. يرسل الدماغ
الإشارات إلى بقيّة أجزاء الجسم للتحرك والقيام بوظائفها بشكل جيد. وإن لم
يحصل الدماغ على الغذاء اللازم، يقوم بوظائفه بشكل بطيء للغاية، ما يؤثّر
بشكل كبير على بقية أعضاء الجسم.
يحتاج الدماغ إلى الجلوكوز أو السكر.
الموجود في الدم، وتحتاج عضلات الجسم إلى الطاقة أو الجلوكوز لتفعيلها
لتبدأ عملها الفعلي. وهذا ما يفسّر ضرورة الحفاظ على مستويات السكر في الدم
عند مستوى معين، فالبقاء بلا طعام لفترات طويلة يسبب انخفاض مستوى السكر
في الدم، ما يؤدي إلى التعب والتهيج والعصبية وغيرها من الأعراض.
تشير
الدراسات إلى أنّ الانتظام بتناول وجبة الإفطار يساعد الكبار والصغار على
تحسين المزاج والذاكرة والتركيز واليقظة والقدرة على حل المشاكل بشكل أفضل
وزيادة القدرة على التعلم والإنتاجية والإبداع.
عواقب تجاهل وجبة الإفطارإهمال
وجبة الإفطار يعني حرمان الجسم من الطعام في الصباح، فتشعر بالتعب والدوار
وسرعة الانفعال، وضعف التركيز. وتستغرق وقتا أطول لتنفيذ المهام البسيطة
التي ستشعر أنها شاقة ذهنيا، وقد تجد نفسك عصبيا أكثر في التعامل مع
الآخرين. وعندما يصرخ جسمك من الجوع في منتصف اليوم ويبحث عن حل سريع
لتعزيز مستويات الطاقة ستجد أنك نهم لأكل الحلوى والكرواسون والشوكولا
وغيرها من الوجبات عالية السعرات الحرارية التي نلجأ إليها وقت الجوع
الشديد، وهو ما يتسبّب في زيادة الوزن.
وجبة الإفطار ترفع مستوى التمثيل الغذائي؟بطء
عمليّة الأيض يعمل على تخزين الدهون في الجسم وبالتالي زيادة الوزن. وهذا
ما يحدث عند عدم تتناول وجبة الإفطار في الصباح إذ أنك تبدأ يومك واضعاً
جسمك تحت ضغط شديد نتيجة نقص إمدادات الطاقة، وهو ما يسمى بـ "وضع الأزمة"
أو "المجاعة"، فيبدأ الجسم بخفض مستوى حرق الدهون أو الأيض ليحتفظ بالطاقة
أطول فترة ممكنة، ويبقى الجسم هكذا حتى تبدأ لاحقا في منتصف اليوم بتناول
الغداء وغيرها من الوجبات التي سيتم تخزينها في الجسم نتيجة بطء الأيض, ما
يعني اكتساب المزيد من الوزن الإضافي!
الإفطار المثاليالإفطار
المثالي هو الذي يحتوي على كمية جيّدة من الكربوهيدرات، فمن الضروري تناول
كمية من الكربوهيدرات المعقدة في الصباح كالحبوب الكاملة مثل الشوفان مع
كمية صغيرة من الفواكه المجففة أو الطازجة والخضروات المشوية أو الطازجة مع
زبدة الفول السوداني والحليب خالي الدسم أو العصير الطازج وكوب الزبادي.
وجبة
الإفطار المثاليّة هذه تساعد على ثبات مستويات الطاقة وتزوّد الجسم
بالفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها .كما أن استهلاك نوع من
البروتين في الصباح كالبيض والسمك والمكسرات والبذور، يساعد على تحسين
مستويات التركيز وضبط مستوى السكر بالدم على مدار اليوم.
إفطارك وقودك، فلا تهمله!!الإفطار
هو أول فرصة للتزود بالوقود بعد ساعات طويلة من النوم دون إمداد الجسم
والدماغ بالغذاء اللازم. الحصول على الطاقة في الصباح يرفع من معدل التمثيل
الغذائي وحرق الدهون ويساعد على تغذية العضلات لممارسة النشاط البدني،
ويحافظ على مستوى السكر في الدم، كما يمنعك من الإفراط في تناول الطعام على
مدار اليوم، ما يعني الحفاظ على وزن مثالي بتناول سعرات حرارية أقل في
الوجبات التالية على مدار اليوم. الإفطار هو سر من أسرار فقدان وإدارة
الوزن ولا يجب عليك إغفاله أبدا.