عن عمرو بن عبسة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الإسلام ؟ قال : " لين الكلام وإطعام الطعام " .
جمع في الحديث بين إطعام الطعام وإفشاء
السلام ، لأنه به يجتمع الإحسان بالقول والفعل وهو أكمل الإحسان، وإنما كان
هذا خير الإسلام بعد الإتيان بفرائض الإسلام وواجباته ، فمن أتى بفرائض
الإسلام ثم ارتقى إلى درجة الإحسان إلى الناس كان خيرا ممن لم يرتق إلى هذه
الدرجة وأفضل – أيضا - ، وليس المراد أن من اقتصر على هذه الدرجة فهو خير
من غيره مطلقا ولا أن إطعام الطعام ولين الكلام خير من أركان الإسلام
ومبانيه الخمس ، فإن إطعام الطعام والسلام لا يكونان من الإسلام إلا
بالنسبة إلى من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
اما قوله " وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " هذا أفضل أنواع إفشاء السلام .
مقتطف من كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" كل سلامي من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين
صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة ،
والكملة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن
الطريق صدقة "
رواه البخاري .
يخبرنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله على عبادة نعماً تتجدد بسبب ما أودع
الله فيهم من حسن الخلق والتركيب ، وينبغي لهم أن يشكروا الله على هذه
النعم بصدقات يتقربون بها إليه ، ويدلنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أنواع
من الصدقات ووجوه من البر ، ففي كل يوم تزيل ما بين اثنين من خلاف صدقة ،
ومساعدة المحتاج بحمله على مركوبه أو رفع متاعه عليها صدقة ، والأمر
بالمعروف والقول الحسن يواجه المسلم به أخاه ، ومتابعة المشي إلى الصلاة ،
وإزالة الأذى من طريق المسلمين ـ كل ذلك من الصدقات التي يحبها الله ويثيب
عليها وفيها شكر لنعمه وهذا من محاسن الإسلام وواسع فضل الله عباده .