العباس بن عبد المطلب (رحمه الله) اسمه وكنيته ونسبه (1): أبو الفضل، العباس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي القرشي.
ولادته: ولد قبل عام الفيل بثلاث سنين بمكّة المكرّمة.
أُمّه: السيّدة نفيلة بنت خباب، وهي أوّل إمرة عربية كست بيت الله الحرير
والديباج، وذلك أنَّ العباس فُقد وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت.
أسره في معركة بدر: اشترك العباس مع المشركين في معركة بدر مكرهاً، وقد أُسر فيها.
قال محمّد بن إسحاق: فلمّا قدم بالأسرى إلى المدينة، قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): (افد نفسك يا عباس، وابني أخويك عقيل بن أبي طالب،
ونوفل بن الحارث بن عبد المطلّب، وحليفك عقبة بن عمرو، فإنّك ذو مال)، فقال
العباس: يا رسول الله، إنّي كنت مسلماً، ولكن القوم استكرهوني.
فقال (صلى الله عليه وآله): (الله أعلم بإسلامك، إن يكن ما قلت
حقّاً فإنّ الله يجزيك به، وأمّا ظاهر أمرك فقد كان علينا، فافتد نفسك)،
وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ منه عشرين أوقية من ذهب أصابها
معه حين أسر، فقال العباس: يا رسول الله احسبها لي من فدائي، فقال (صلى
الله عليه وآله): ذاك شيء أعطانا الله منك.
فقال: يا رسول الله، فإنّه ليس لي مال، قال: (فأين المال الذي وضعته
بمكّة حين خرجت عند أم الفضل بنت الحارث، وليس معكما أحد، ثم قلت: إن أصبت
في سفري هذا فللفضل كذا وكذا، ولعبد الله كذا وكذا، ولقثم كذا وكذا)، فقال
العباس: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، ما علم بهذا أحد غيري وغيرها،
وإنّي لأعلم إنّك رسول الله، ثم فدى نفسه وابني أخويه وحليفه (2).
مكانته ومواقفه: كان رئيساً في قريش أيّام الجاهلية، وإليه ترجع عمارة المسجد الحرام،
حضر بيعة العقبة الثانية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن يسلم،
وشهد بدراً مع المشركين مكرهاً، فأُسّر وافتدى نفسه.
رجع إلى مكّة بعد أن أسلم، وكتم إسلامه، وهاجر إلى المدينة المنوّرة
قبل الفتح بقليل، وشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتح مكّة وحنين،
وكان في حنين آخذاً بلجام بغلة النبي (صلى الله عليه وآله).
رأي العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي: 1ـ قال السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث: (أنّ العباس لم يثبت له مدح،
ورواية الكافي الواردة في ذمّه صحيحة السند، ويكفي هذا منقصة له، حيث لم
يهتم بأمر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولا بأمر الصدّيقة الطاهرة في
قضية فدك، معشار ما اهتم به في أمر ميزابه) (3).
2ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث:
(اختلفت الأقوال والأخبار في حقّه، والأولى الإرجاع إلى الكتب المفصلّة،
مثل كتاب العلاّمة المامقاني، فإنّه نقل الأخبار المادحة والذامّة وقال:
الذامّة منها أقوى دلالة ـ إلى أن قال في آخره : ـ فغاية إكرامنا له سكوتنا
في حقّه) (4).
وفاته: توفّي 1 رمضان 32 هـ، وقيل: 12 رجب بالمدينة المنوّرة، ودفن في مقبرة البقيع.
ـــــــــــــ